الاثنين، 9 نوفمبر 2020

اللاوعي وأثره في تشكيل الوعي | رؤى (مولانا العارف) - بقلم محمود فوزي

اللاوعي وأثره في تشكيل الوعي | رؤى (مولانا العارف) - بقلم محمود فوزي "اللاوعي" باختصار شديد، هو طريقة تقدر تثبّت أفكار ومعتقدات كتير داخل الشخص والمجتمع.. ودة بييجي بالتدريج في صورة رسائل غير مباشرة، حتي لا يُدركها الوعي فيرفضها، ودة اللي لعب عليه الشيطان مع البشر في زرع أفكار فاسدة بالتدريج كبرت وأصبحت عقائد، ومن ثَمَّ دين يُقاتل الإنسان من أجله. نفس الفكرة استخدمتها الميديا العالمية في ترسيخ مفاهيم داخل اللاوعي بالتدريج، حتي أصبحت مقبولة وأصبحت تُشكّل العقل والوعي المجتمعي.. أبسطها كان كفاحها الطويل من أجل حقوق المِثْلِيِّين، واللي اشتَغَلِت عليها بالتدريج لحد ما تم إقرار الحقوق دي في مجتمعات كتيرة، وبكدة أصبحت من الأمور المُتَقَبَّلة. أنا ضربت المَثَل بحقوق المِثليين لأنه أشهر وأقرب مَثَل مُشاهَد بالعين حاليا داخل أغلب المجتمعات سواء كانت عربية أو غربية، وعلى الرغم إن لسة فيه رفض للحقوق دي، لكن الرفض دة دون مقاومة حقيقية عن طريق قوانين تمنعه.. أيضا مقاومته بدأت تضعف جدا نتيجة الضغط العالمي القوي لقبوله. من المثال دة تقدر تشوف مَدَى قوة الميديا العالمية وتأثيرها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا على العالم أجمع.. الميديا أصبحت الوسيلة الوحيدة تقريبا اللي بيتم تشكيل الوعي المجتمعي وأنماط السلوك الاجتماعي للشعوب بها.. لذلك أصبحت ملك مجموعات صغيرة جدا، عن طريق الاتحاد، أو صفقات الاستحواذ بين المؤسسات الكبرى العاملة في المجال الإعلامي.. المجموعة المالكة للميديا العالمية مش هتتجاوز ١٠ أفراد في تقديري - أشهرهم روبرت ميردوخ ومايكل بلومبيرج ومارك زوكربيرج ولاري بيج وجيف بيزوس وتوني هول.. دول غير الصاعدين بسرعة الصاروخ مارك راندولف وريد هاستنجز مُلَّاك نتفلكس.. علشان تتكلم عن حجم الاستثمار في الميديا قد إيه، وحجم المكاسب...... إلخ، فإنت محتاج مجلد بحجم ٧٠٠ صفحة ودة مش موضوعنا.. موضوعنا الأساسي هو تأثير الميديا العالمية في تشكيل الوعي المجتمعي .. هتلاقي أفكار اتشكّلت داخل لاوعي الإنسان، وهنضرب مثال بالإنسان العربي.. هتلاقي نظرته للإنسان الغربي (الرجل الأبيض) تحوّلت ١٨٠ درجة، يعني كانت في فترة استعمار الغرب للدول العربية نظرة لشخص معتدي، محتل، لص، قاتل جاي ياخد خير الدول ويستعبدها، ثُم تحولت إلى أنه النموذج الراقي، المتحضر، المثقف، الإنسان. ودة كله بسبب ضغط الميديا لإظهار صورة مغايرة للحقيقة والتاريخ.. على الرغم من إن سلوك الرجل الأبيض من استعمار الشعوب ومص دمها لم يتغير، وإنما تغيرت الطريقة، من احتلال بقوة السلاح إلى احتلال اقتصادي وثقافي.. لاحظ دور الميديا هنا لما حوّلت المشهد الحقيقي لعكسه تماما، فترسّخ دة في أذهان الكثير من العرب، وطبعا مش عاوز أقول كمية الانبهار بالرجل الأبيض عاملة إزاي، من طريقة تقليد لبسه وكلامه، وصولا لسلوكه المجتمعي، واللي أصبح الرُقي والتحضُّر مرهونين بتقليده وقبول أفكاره، حتى وإن كانت مخالفة للمعتقد الديني. المهم إن تشكيل الوعي والثقافة، حتى الأنماط الاستهلاكية والاقتصادية.... إلخ، وصولا للمعتقد الديني، أصبح يتشكّل عن طريق الميديا العالمية، واللي هي الأداة الأقوى في نظري.. أقوى من السلاح النووي أو الاقتصاد في تغيير المجتمعات والشعوب وحكم الدول أيضا. ده تمهيد كدة مبدئي، لأن الموضوع أطول وأخطر من إنه يتكتب فيه مرة واحدة، لأن الكلام عن الميديا العالمية و تأثيرها في نظري من أهم المواضيع اللي محتاجة يتكتب فيها بشكل دوري مستمر. مقال منشور علي مدونة حكايات جوكر بتاريخ 14 مارس 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق