الخميس، 4 نوفمبر 2021

الأفكار هي اللي بتعيش بس ، إنما الكورة بتتخرم و تفسي

 بحاول أفهم ايه الانجاز اللي بيعمله لاعب كرة في التاريخ البشري ؟، و ايه القيمة اللي بيضيفها لحياة الإنسان علي وجه الارض ؟ و بحاول أفهم ايه هو التاريخ اللي بيسطر اسماء و انجازات الناس دي ؟ و بردو ايه اللي يخلي مشجع كورة يفرح و يتفاخر بشدة لجول جابه لعيب من بلده في مباراة ؟ و ايه هي القيمة المعنوية أو المادية حتي اللي اضفها الجول للمشجع ؟ اه أضاف قيمة مادية لصاحبه و لفرقته  أنهم فازوا ببطولة و اخدوا مكافأة مالية كبيرة و شوية اعلانات و دعاية و الخ من اللي دخل للنادي و للعيب فلوس ؟ أما مشجع الكورة ايه استفاده علشان يتعصب ، يفرح ، يغضب ، يتفاخر الخ من المشاعر الإنسانية بسبب لعيب او جول ؟ الحقيقة مش لاقي إجابة تنفع تشفي نفسي أنها توصل لمبرر مقبول ليا أن أقول اه ، حقه يفرح ، اه حق يفتخر ، اه حقه يتعصب ، غير إجابة واحدة ، أن الإنسان أصبح فاضي من جوه قوي ، أصبح خالي من اي منطق أو اي تفكير منطقي أو حتي اي عقل ، بقي فاضي لدرجة أنه مش بس بيضيع وقته في مشاهدة الماتش وقته و خلاص ضاعوا الساعتين في الترويح و الترفيه عن نفسه و انتهينا ، و ده ربما يبقي مقبول بمنطق التفريج عن النفس نتيجة الضغوط الحياتية المرعبة اللي كلنا عايشين فيها ، بقول ربما لاني مش مقتنع اساسا بفكرة أن الترويح عن النفس يكون بماتش كورة يسبب اساسا ضغط عصبي طول مدة مشاهدته ، و شتيمة و سب دين و غيبة و خوض في أعراض و يسبب حزازيات و ضغائن و الخ ، للأسباب دي بقول ربما لان ممكن تلاقي حد عنده منطق مختلف أنه بيتفرج للفرجة مش اكتر مش متعصب لفرقة و لا لعيبة و إنما فعليا يومه صعب و تقبل لذلك بيدور علي حاجة يفك بها شوية ، 

عموما ارجع تاني و اقول ان فعليا لا قيمة للكورة و لا للعيب مهما كان في الزمن ده ، لا قيمة حقيقية بيضيفها اللعيب أو اللعبة للناس ، اكتر من الالهاء المستمر و اكتر من استنفاذ طاقات الناس العقلية و المادية في أمور لا قيمة لها ، بدل من توجيه الطاقات دي لحاجات تانية تضيف للإنسان شيء ينفعه في مستقبله أو مستقبل البشر من وراه ، يعني الوقت اللي بيضيعه اي حد في متابعة الكورة و الكلام عن اللعيب فلان و الفرقة كذا و الدوري العلاني ، الوقت ده لو استهلك نصه أو حتي ربعه في التفكير في سر تعاسته في الحياة و اللي طبعا هيكتشف أن وراها نظامه الحاكم و النظام العالمي ككل ، لو فكر شوية ليه بيعمل كدة النظام فيه ، بيجبره علي كل شيء ، علي الشغل في ظروف معينة ، علي تحمل اعباء و ضغوط فوق طاقته ، علي التعليم بشكل معين ، علي الحياة الزوجية حتي بظروف مختلفة علي تربية ولاده وسط مجتمع شكله كذا أو كذا ، لو فرغ الإنسان ربع الوقت اللي بيضيعه في الكورة في التفكير في الحاجات دي ، اكيد و دون ادني شك هيوصل لمربط الفرس و نقطة البداية اللي منها يقدر يغير شيء من الظروف اللي مضطر يعيش فيها و بقول يوصل لفكرة أما التنفيذ ربما يتاخر شوية نتيجة إن الأغلبية من الشعوب منساقة و مش بتفكر تغير واقعها ، لكن مجرد التفكير في حد ذاته بيخلق فرص كتيرة لتغير الواقع و تجميع الأفكار المختلفة في موضوع ما بيوصل في النهاية لاتفاق في نقطة أو ربما عدة نقاط ممكن توصل لنتيجة و لو حتي مستقبلية ، والله حتى ممكن تتورث لجيل تاني غير الجيل ده يقدر يتحرك خطوة مقدرش الجيل ده يتحركها و عموما الأجيال بتشوف بعضها و بتحضر اجزاء كبيرة من حياة بعضها يعني حتي لو حصل أن الأفكار دي حملها جيل تاني قدر يغير و لو جزئيا ، فأكيد اللي مش الأفكار دي هينوله منها جزء و لو حتي بسيط ، لكن الاستسلام بالمنظر ده و تعمد تضييع الوقت و الحياة في امور زي الافلام و الكورة الخ ، عمره ما هيكون سبب في اي تغيير أو محاولة تغيير ، أو انتاج أفكار أو حتي فكرة تقود الي تغيير ، تغيير يغير سوء الأوضاع اللي فيها البشرية كلها ، تغيير يوقف الظلم ، يوقف حمامات الدم ، يوقف الانهيار الأخلاقي و القيمي المستمر ،

يزيبيو ، ماريو كامبس ، بوشكاش ، كل دول كانوا اشهر من النار علي العلم و جابوا اجوان احلي الف مرة من بتوع دولقتي ، لكن انتهي أثرهم و اثر اجوالهم بعد موتهم ، بل ام البشرية مستفادتش حاجة منهم بعد موتهم ، و لا هتستفيد طبعا ، لكن البشرية كلها و أن نسيت اسماء اصحاب الأفكار ، فعمرها ما تنسي الأفكار ، لانها انرزعت جواهم و بيتحركوا من خلالها ، فالناس  لو نسيت أفلاطون و ارسطو لكنها منسيتش أفكارهم عن الدولة و الديمقراطية لأنهم بيطبقوها حتي لو ميعرفوش مين جاب الأفكار دي ، لكن نسيوا ايزيبيو و زيكو و كامبس زي ما هينسوا ماردونا و بيليه و بعدها هينسوا ميسي ورونالدو ، بس مش هينسوا زوكربيرغ ولا بيل غيتس 

الأفكار هي اللي بتعيش بس ، إنما الكورة بتتخرم و تفسي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق