الأربعاء، 11 نوفمبر 2020

الاجواء المثالية للحروب العالمية ..(دليلك المصغر لفهم الحروب الكبري)

الاجواء المثالية للحروب العالمية ..(دليلك المصغر لفهم الحروب الكبري)
أزمة البشرية هي الرومانسية في التفكير فيما يجري حولها من احداث , فالتفكير الرومانسي الحالم لا ينفك بعيدا و لو للحظات عن اغلب البشرية لكي تفكر فيما يدور حولها من احداث و مواقف عالمية كبري و ازمات و اضطرابات فاغلب البشرية تنظر الي كل حدث كبير بنظرة سطحية و منفصلة تماما عن باقي الاحداث العالمية التي تقع في بلاد مختلفة , بل و تنظر اليه نظرة رومانسية عاطفية خالية من اي تفكير عقلاني مستند الي اثر تاريخي لاحداث مشابهة ادت الي احداث اضخم , لذلك تفشل البشرية دائما في رؤية المخاطر الكبري و الاحداث الجسام و التي تبدوأ وشيكة الحدوث و لكن مع رومانسية البشرية في التفكير فانها تبدوا بعيدة و لكن تحدث الصدمة و تقع تلك الاحداث مباغاته فتسبب الاثر المدمر داخل النفوس البشرية و ايضا في حياة البشرية العملية , و تلك الاخطأ تتكرر باستمرار عبر التاريخ و لست ادري أغباء هذا ام حماقة ام عمت العقول و صمت الاذان عن رؤية و فهم ما يحدث حولها و اسقاطه علي ما سبق من تاريخ للبشرية !! تكرر هذا الخطأ و تلك الكارثة مرتين متتاليتين في اخر قرنين من حياة البشرية المرة الاولي و تسببت في الحرب العالمية الاولي و المرة الثانية و تسببت في حرب اضخم و اشرس هي العالمية الثانية و يبدوا ان نفس الخطا و الخطيئة تتكرر الان بل مع مزيد من الرومانسية في التفكير مع ان التاريخ الذي سبق الحربين يتكرر الان بحذافيره امام اعين الجميع بل ومع التقدم في نقل البيانات و المعلومات و التي اصبحت في كسور من الثانية و مع زيادة المعرفة الا ان الاعين اغلقت و الاذان صمت و تحجرت العقول في رؤية وفهم ما يجري الان و مقارنته بالتاريخ السابق علي الحربين الكبريين, و نحن هنا سنحاول هنا ايضاح الاجواء السابقة للحربين الكبريين و ما سبقهما من احداث ادت الي اندلاعهما لعلنا نجد من يقرأ و يقارن ما حدث بما يحدث الان,
  الحرب العالمية الكبري 
 لا يصح النظر الي الحربين العالميتين ( الاولي و الثانية ) علي انهما حربان مختلفتين ولا يصح النظر ايضا الي ما يأتي من حروب انها منفصلة عن بعضها البعض وان لكل واحدة منها اسباب منفصلة لكن الصحيح انها حرب واحدة بدأت ثم دخلت في هدنة ثم عادت من جديد لتستكمل ما بدأته , فالحربين العالميتين الاولي و الثانية كان هدفهما الاساسي اعادة تشكيل النظام العالمي , بل و الحرب العالمية الثالثة ايضا سيكون هدفها اعادة تشكيل النظام العالمي فلا تغيير يحدث في العالم لاعادة تشكيله و شكل النظام السياسي و الاقتصادي العالمي و جوسياسيا العالم الا من خلال حرب كبري تقضي علي القوي الكبري الحالية و تعيد هيكلة ميزان القوي في العالم فتاريخ العالم يحكي هذا علي مدار القرون الطويلة , و الحروب و تغيير الانظمة العالمية هي من سنن الدفع التي وجدت بوجود الانسان ,  
خريطة القوي الكبري و التحالفات ( العالمية الاولي و الثانية ) 

 فقبل الاولي كانت هناك قوي عالمية كبري متنازعة فيما بينها و تضارب في المصالح كبير و تقاسم سلطات العالم و اقتصادياته و نزاعات متستمرة و تحالفات متشابكة للغاية ادت الي تضارب مصالح كبير و عدم وجود قوة رادعة لحل النزاعات التي كانت تنشأ باستمرار مع تضارب المصالح الاقتصادية و تواجد اكثر من اتجاه اقتصادي في وقت واحد . فكانت هناك الدولة العثمانية و روسيا القيصرية و انجلترا و فرنسا و المانيا و اليابان و الصين و امريكا, النمسا , المجر ... عدد كبير من القوي الكبري , مصالح متشابكة تحالفات غاية في التشابك و الصعوبة في الفهم فبريطانيا حليفا للدولة العثمانية و الدولة عثمانية عدوة لروسيا و روسيا حليفا لبريطانيا و فرنسا و بريطانيا يحتلون اجزاء واسعة من الدولة العثمانية و تطمع روسيا الحليفة لهما في اجزاء هي الاخر من تركة الرجل المريض و امور غاية في الصعوبة للفهم و الادراك, كيف نشأت تلك التحالفات و كيف لعدوي ان يكون حليفي و عدو عدوي يكون حليف عدوي فكان لابد من انهاء كل تلك التشابكات و التحالفات بل و القوي الكبري التي تتسبب في اضطراب القرار السياسي و الاقتصادي في العالم و ظهرت القوي الثلاث التي تريد تغيير النظام العالمي القائم ( المانيا , اليابان , امريكا ) 

  بدأت الحرب العالمية الاولي ثم انتهت و انهت الجزء الاول من هيكل النظام العالمي بسقوط

الدولة العثمانية , روسيا القيصرية , النمسا , المجر , المانيا( شبه جزئيا) و بدأت نواة القوي الكبري المشكلة للنظام العالمي تتشكل فخرجت انجلترا و فرنسا و امريكا اقوي مما دخلت الحرب من حيث الهيمنة السياسية و العسكرية عالميا لكن مازالت هناك قوي لم تنتهي تماما بل و ماتزال علي رغبتها القديمة في تغيير النظام العالمي ( المانيا و اليابان ) و من هنا تبدأ الحرب العالمية الثانية لاستكمال اعادة هيكل خريطة القوي العالمية داخل النظام العالمي الجديد هذا فيما يخص الشكل السياسي للنظام العالمي الجديد , 



  اما عن الاثار الاقتصادية الناجمة من الجزء الاول

أدّت الحرب العالمية الاولي إلى اضطراب اقتصادي هائل ناجم من انهيار ألمانيا والتكاليف البشريّة والاقتصاديّة التي منيت بها فرنسا وبريطانيا جرّاء الحرب. وتفاقم هذا الاضطراب الاقتصادي لأنّ ألمانيا لم تعد قادرة على الاستيراد والتصدير بعدما كانت قوّة تجاريّة عظمى ايضا تفاقمت الاثار الاقتصادية في فرنسا و بريطانيا بشكل رهيب فزادت ديون البلدين الناجمة من الحرب و تكاليفها مما اثر علي اقتصاديات هذه القوي ثم بدأت روسيا ثورةً زادت من اضطراب الحياة الاقتصاديّة وشرّعت الأبواب أمام حركات سياسيّة تحدّ من الاستقرار، اما الشعوب التي نجت من مذبحة الحرب العالميّة الأولى، وقعت في شرك الفشل الاقتصادي، وأمّا الأنظمة السائدة فلقيت معارضةً من الأحزاب المتطرّفة. وكان ذلك جارٍ في الصين واليابان والهند



  ما بعد الجزء الاول من الحرب ( الهدنة و التقاط الانفاس ) 

تسبب الجزء الاول من الحرب الكبري ( العالمية الاولي ) في اعادة هيكلة جزئية للنظام العالمي و تغيير جزئي في خريطة التحالفات العالمية و مسار الاقتصاد العالمي , لكن الامور لم تحسم بعد و مازال هنا تقاسم للسطلة العالمية ما بين فرنسا و بريطانيا و امريكا و هناك قوي صاعدة اخري تريد الهيمنة مثل المانيا و اليابان فكان لابد من استكمال الحرب مرة اخري لانهاء تلك الزحمة الشديدة في القوي العالمية و ايضا مازالت الاثارة الاقتصادية الكارثية للجزء الاول لم تحل بعد بل و زادت حدة الازمات الاقتصادية حتي وصلت الي مرحلة ضخمة غير مسبوقة في تاريخ البشرية و حدث الكساد العالمي العظيم في 1929 و الذي اطاح بملايين الوظائف و افقر ملايين الافراد و انهارت معه اقتصاديات العالم فكان لابد من جزء ثاني لاصلاح ما نجم عن الجزء الاول سياسيا و اقتصاديا 



وانطلق الجزء الثاني من الحرب و الذي فيه حدث 

تدمير المانيا و اليابان تماما صعود الاتحاد السوفيتي عوضا عن روسيا القيصرية , اضعاف بريطانيا و فرنسا و خروج الكثير من المستعمرات البريطانية من قبضتها استبدال فرنسا و انجلترا في الشرق الاوسط ب امريكا مع مناوشات من السوفيت للسيطرة علي بعض الدول الشرق الاوسطية الا انها لم تستمر كثيرا و انتهت تماما في مطلع السبعينات من القرن العشرين ارتفاع اسهم امريكا والاتحاد السوفيتي لاقتسام السلطة العالمية كبديل لكل القوي السابقة المنتصرة في الحرب الاولي( بريطانيا , فرنسا ) تشكل نواة النظام العالمي ذو القطبين الكبيرين ( امريكا و السوفيت ) تشكيل معسكرين ( الكتلة الشرقية بقيادة السوفيت ( حلف وارسو ) و الكتلة الغربية بقيادة امريكا ( حلف الناتو ) استقرار الامر كذلك حتي مطلع التسعينات ثم سقوط الاتحاد السوفيتي و هيمنة امريكية مطلقة علي النظام العالمي و من ثم اعادة هيكلة النظام سياسيا و اقتصاديا سياسيا تفكيك حلف وارسو و انهاءالكتلة الشرقية تماما و تفرد حلف الناتو بالقوة المطلقة عالميا فرض خريطة التحالفات السياسية و العسكرية و الاقتصادية الموالية لامريكا اما دون ذلك فهو دولة مارقة معادية للنظام العالمي اقتصاديا : فرض النظام الرأسمالي علي اقتصاد العالم ككل و دحر الاقتصاديات الاشتراكية , سيطرة القطاع الخاص علي السوق العالمي , سيطرة الشركات العابرة للقارات علي اقتصاد العالم و التي مقرها في اغلب الاحيانا امريكا


 , التمهيد للجزء الثالث 

مما سبق في الجزئين الاول و الثاني تستنتج عدة نقاط وجود نظام عالمي قديم يراد تحديثه صعود قوي جديدة عالمية تريد اقتسام السلطة فشل و انهيار اقتصادي عالمي يدفع الي حرب كبري لحل المعضلات الاقتصادية فشل الحكومات الحالية في كل العالم في حل مشاكل الدول الاقتصادية صعود القوي اليمينة المتطرفة كرد فعل علي فشل الحكومات في قيادة الدول و رغبة منها في انهاء الارتباط بنظام عالمي موحد تري انه السبب الاساسي في ازماتها الاقتصادية و فشل الدول في تجاوزها ... كان هذا هو شرح مبسط و سريع و مختزل جدا لاسباب الحرب العالمية الاولي و الثانية و ايضا التمهيد للثالثة و في مقال قادم سنتعرض التمهيد للجزء الثالث من الحرب العالمية و هذا في مقال منفصل منعا للممل و اعطاء فرصة في المقال الجديد للاسهاب في التفاصيل لتوضيح الصورة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق