السبت، 30 أكتوبر 2021

صراع دائم

 

صراع دائم ,,,,,,,

معركة متواصلة لا تنتهي ، معركة متجددة كل دقيقة يخوضها الإنسان مع نفسه من أجل غاية واحدة وهي الحياة !! الحياة بكل ما تحمله الكلمة من معان ، من أجل التنفس من أجل الشرب من أجل الضحكة من أجل الاكل من أجل الرزق من اجل الحب من أجل الأسرة ، و هي الضروريات و داخل تلك المعركة يخوض الإنسان معارك جانبية كثيرة ، منها ما هو حقه و منها ما هو غير ذلك لكنها يخوضه ، و المعركة الكبري و المعارك الجانبية كلها تندرج تحت كلمة واحدة فقط وهي " الحياة "

معركة و ليست حياة

فالناظر العاقل بتمعن يجد أن الحياة لا تحتاج إلي أن تتحول إلي معركة لان المعارك دائما فيها الكثير من الخسائر حتي ولو انتهت بالتعادل بين طرفيها ,,,  و في حالة الإنسان و معركته مع الحياة ، يمثل هو الطرفين و المكاسب التي تحدث لأحد الطرفين هي له و كذلك الخسائر ايضا له ، فهو القاتل و المقتول و هو المنتصر و المهزوم و الرابح و الخاسر ، إذا و اذا كان هو الطرفين و الخسائر له منفرد و الهزائم أيضا !! فلما الصراع و لماذا المعركة ؟!

لن تستطيع أن تجد إجابة عند أغلبية البشر تخرج عن جملة " عاوز اعيش "

اذا فالمعركة من أجل أن يعيش الانسان ، فكيف يعيش و هو اساسا في داخل معركة !! لا اعرف تحديدا كيف سوف يعيش وهو في معركة مستمرة و تكاد تكون بل هي معركة صفرية ، صفرية لان محصلة الانتصارات و الانهزمات تصب في شخص واحد فقط ، فهو طرفيها و هو ضحاياها و هو أبطالها و هو اسراها فالضحية و البطل واحد و المنتصر و المنهزم واحد بالتالي تثبت صفرية المعركة ،حسنا فكيف سوف يعيش !؟!

و اذا كانت الحياة اساسا قصيرة فكيف يعيشها الإنسان في معركة مستمرة ؟

لا اعرف

حقا لا اعرف

فالوقت الذي نعيشه هو من يجبرنا علي خوض غمار تلك المعركة

لكن المنطق الذي خلق الانسان به و مآله الاخير يقول غير ذلك

يقول إن الحياة ما هي إلا ساعة أو ربما أقل بقليل ، يقول إنك مهما خضت في حياتك من معارك من أجل الدنيا فقط و من أجل أن تعيش فقط ، فإنك في النهاية خاسر في كل الأحوال و بكل المقاييس و المعايير

انت لم تُخلق للدنيا و ليست هي الغاية النهائية و إنما هي وسيلة الي الغاية النهائية ، و هي مرحلة أولية ثم بعدها ينتقل الإنسان الي المرحلة الأخيرة من حياته و هي حياة الآخرة الأبدية ، و ترتبط الحياة الأخيرة أو الآخرة ارتباطا وثيقا لا تكاد تنفك عنه بالحياة الدنيا أو الأولي ، فكما تكون صراعاتك في الحياة الأولي تأتي نتائجها النهائية في الآخرة

فإن كان صراعك في الأولي من أجلها فقط من أجل أن تعيش فقط تعيش ولا تبالي بما وراءك

فانت خاسر في الأخيرة فإن كنت تخوض المعركة في الدنيا للمعركة ذاتها ( علشان تعيش و بس ) فتأكد انك سوف تعيش فعلا و لكن وفق قدراتك و قوتك و صلابتك و اداوتك في المعركة الدنيا ثم بعد كل الانتصارات أو حتي الانكسارات تنتهي المعركة لا محالة ثم تجد نفسك ليس أمام حياة جديدة قد عملت لها بنفسك و إنما تجد نفسك أمام حياة جديدة انت مجبر و مضطر أن تعيشها بكل تفاصيلها و بكل أحداثها التي لم تكن تحسب لها من قبل أو تُعد لها ، و يكون حالك حال من نام الليل الطويل و قد ابلغوه أن في الصبح سيحدث زلزال يدمر بيته و سريره الذي ينام عليه ، لكنه لما يبالي بما يقولون و اكمل نومه فاستيقظ من صباحه لجيد نفسه فوق سريره و لكن خر عليه سقف بيته و انهار البيت كله و قبع تحت أنقاض لا احد يراه ولا احد يسمع صوته و مهما صرخ لم يجيبه قد ، فقد فر الذين نبهوه عن الزلزال الي إمكان آخره بعيده و تركوه خلفهم ، أما لو كان سمع كلام من نبهوه و فر من هذا البيت الي غيره ، ما كان ليقبع تحت أنقاض لا يسمعه احد و لا يجيبه أحد ، بل لربما وجد بيتا اجمل و مكان أوسع مما استغرق فيه في نومه ، و هذا حال من استمع الي التحذير و أخذه علي محمل الجد و فر بما يملكه من زاد الي مكانا جديد بعيدا عن الأنقاض ، و هكذا كل حال من دخل معركة الدنيا من أجل الآخرة و ترك البيوت الآيلة للسقوط الي بيوت صلبة قوية فسيحة ، فاحرص علي القتال في معركة الدنيا من أجل ما بعدها لا من أجلها هي ، فمهما كانت مدة بقائك فيها و مهما كانت انتصاراتك فيها من أجلها ، فهي في النهاية معركة صفرية خاسرة     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق