الأربعاء، 3 نوفمبر 2021

وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلً

 

يرفض الإنسان دائما و ابدا الاعتراف بعجزه و انعدام قدرته و قدراته في الأمور الغيبية ، بل و مستمر في الجدل في كيفية حدوثها طوال الوقت ، فحركة الكون المنظورة ، مرتبطة ارتباط وثيق بعقل الإنسان ، أما الغيبيات و حركتها مرتبطة بالإيمان المطلق بالغيب و الإيمان المطلق بامر غيبي لابد له من دليل من صاحب الغيب ( الله ) حتي يمكن تصديقه و الايمان به

و ينكر دائما الإنسان أنه مجرد مخلوق ذو قدرات معينة صالحة فقط لتنفيذ المهمة التي أوكل بها ،

فالقدرات الذهنية والنفسية و العقلية و البدنية للإنسان محدودة بحدود معينة لا يستطيع الإنسان تجاوزها باي شكل ( الإنسان العاقل ) و لا باي إمكانيات مهما توفرت له ، و هذه القدرات متوافقة تماما مع ما وجد الإنسان من أجله ، و هو عمارة الكون ،

و دائما و ابدا ما يشغل الإنسان نفسه بأمور لا طاقة له بها ولا قدرة و لن يصل إليها باي شكل من الأشكال و بأي أداة من الأدوات ، فقوانين الكون متماشية تماما مع تصميم العقل و إمكانياته ، بحيث يقدر العقل  ان يدركها بالادوات اللي أعطاها له الله ، وهي السمع و البصر و الحس و الادراك و التفكير التراكمي، لذلك أي قانون مخالف للعقل و أدواته ، ليس بقانون كوني وضعه الله فالكون مسخر للانسان و ليس العكس ,

و يصمم الإنسان أن تلك الأمور هي من تمام مهامه في اعمار الكون ، و هذا أمر غريب ، فكيف تكون تلك من تمام مهامك و انت لا تستطيع لتحقيقها سبيل ؟!!

و للتوضيح نضرب المثل ،

فالإنسان الطبيعي مطالب باستخدام ما حوله من أدوات كونية ( شمس ، قمر ، نجوم ، ماء ، هواء ، ارض ..الخ ) و هي اداوت مسخرة بالأساس لخدمته ، و هو مطالب باستخدامها لتحقيق غاية الاعمار للكون ، و هذا في حدود امكانته و قدراته العقلية و البدنية ولا يكاد يخرج عن تلك الإمكانات الا في حدود ضيقة جدا بسبب عدم وجود مجال بحث علمي في تلك المناطق في عصره و لكنه قد يصل الي تلك المناطق في عصور أخري و هذا مشاهد عبر التاريخ فالإنسان في السابق كان أكبر إمكاناته في استخدام الماء مثلا هي للشرب و الري و لكن الان ادخله في الكثير و الكثير من الأمور النافعة له في حياته علي سبيل المثال استخدامه في توليد الكهرباء او قطع المعادن الثقيلة و هكذا أمثلة كثيرة علي ما لم يستطع الإنسان من استخدام كافة مكونات و قدرات و إمكانات الأداة الكونية المسخرة له ، الي هنا تسير الأمور في نصابها الصحيح ، وهي استخدام الإنسان لامكانته في توظيف الأداة الكونية المسخرة له ليصل الي افضل استخدام لها ينفعه ، و هكذا يمكن أن تضرب المثل في مئات من الأدوات الكونية و تعامل الإنسان ( الطبيعي ) معها في تحقيق غاية وجوده في الكون و هي أعماره ، لكن الإنسان لا يتوقف عن حد استخدام الأداة الكونية ولا عن معرفة كيفية و آلية عملها و التي يستطيع الوصول إليها بالقدرات العقلية و البدنية المتاحة له ، لكنه يتجاوز كل الحدود و يحاول أن يحصل الي كيفية وجدت تلك الأداة و هو أمر خارج عن كل حدود قدراته العقلية والنفسية و البدنية ولا يستطيع الوصول إليه باي شكل من الأشكال ، إذ أن الإنسان وجد علي الارض و كانت تلك الأدوات الكونية موجودة و تعمل و  بالشكل الحالي لها فكيف له أن يدرك كيف قامت أو كيف خلقت تلك الأدوات ؟! الإجابة بأن ليس له سبيل أو وسيلة في ذلك و إنما اكبر ما يمكن أن يحصل إليه في هذا الموضوع أن يعرف كيف تعمل تلك الأدوات و كيف يستخدمها ، لان امر الخلق لها خارج نطاق عقله و تفكيره و خارج نطاق إمكانياته مجتمعة ، و بما أن الأمر خارج نطاق إمكانياته فكان لابد من القبول به و التسليم أنه من لدن خالق حكيم ، و ان يسعي الإنسان الي استخدام الأداة الكونية بما وجدت عليه و بوظيفتها المصنوعة من أجلها ، لكن رفض الإنسان كل هذا و دخل الي متاهات لا تنتهي و لن تنتهي لإيجاد وسيلة أو فكرة يصل بها الي كيفية الخلق ، رفضا من للتسليم بوجود خالق حكيم ، و بما أن انسان عدو ما يجهل ، فقد تعامل بجهل شديد في المسألة ، جهل ادخله في متاهات مستمرة ، فكلم حل خلق فكرة جديدة عن كيفية الخلق ، يفشل في أن تكون فكرته شاملة و منطقية و مقنعة ، فيضطر في كل مرة من تغيرها أو إدخال تعديلات جديدة عليها تزيد الطين بلة ، و استمر على هذا الحال عشرات السنين إلي أن وصل إلي حالة جديدة من حالات الفشل في إثبات ما قد اخترعه من نظريات لتثبت فكرته عن تكوين الخلق ، فاضطر الي الحالة الجديدة و هي تجهل و نعت من يرفض أفكاره بالجهل و الغباء و محاربة العلم و لاهوتية الفكر ... الخ من الأوصاف الهجومية التي لا اساسا لها من صحة و ذلك لأن أفكاره اساسا التي يبني عليها معتقدة في تكوين الخلق كلها افكار طفولية بل قد يستحي بعض الأطفال من القول بها ، لكن الانسان ( الغير طبيعي ) بل و الطبيعي يظل أكثر شيئ جدل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق