الأحد، 31 أكتوبر 2021

لبنان - لعب صبيان العربان

 

العالم كله يري أنها حرب عبثية لا طائل منها و لا فايدة ، حرب حرقت الاخضر و اليابس. قتلت الوف و شردت ملايين دمرت دولة بحجم التاريخ لا لاي هدف الا خدمة مشروعات الغرب في تفتيت الدول العربية و علي الباغي تدور الدوائر و الدور قادم علي من قاموا بتلك الحرب لتفتيت دولهم و إنهاء ملكهم الي الابد ،

حسنا ما الجديد الذي قاله جورج قرداحي ؟!! لا جديد ، لم يضف اي جديد لم يقول الا ما يقوله العالم أجمع و لكن !!! مبنتشطرش الا علي الضعيف !! سبق قرداحي في مقولته عن عبثية حرب اليمن دول كبيرة مثل أمريكا و بريطانيا و الاتحاد الأوروبي ككل , فهل تم اتخاذ نفس الموقف ضدهم ؟! كلا و الف كلا و لن يحدث تحت اي ظرف مهما كان ، فتلك الدول اذا هم الاسياد الذين لا يمكن المساس بالعلاقات معهم بمثل هذا الموقف الذي تم اتخاذه مع لبنان ، فتلك الدول لا تحتاج إلي السعوديه و الامارات ولا البحرين ولا كامل العرب ، لا تحتاجهم في شيء و قد يقول جاهل كلا بل تحتاج إلي نفطهم و استثماراتهم !! عزيزي الغبي ، أن النفط و الاستثمارات إنما تذهب الي تلك الدول بالأمر المباشر , عزيزي الغبي ان دولك هي التي تحتاج هذه القوي الكبرى لتأمين عروش حكامهم اذ ان تلك الدول لو رفعت يدها لمدة ساعات عن حماية عروش الحكام , فلن يبقي حاكم في مكانه مرة اخري و لن تبقي اسرته بل و ربما قد تسمع عن قطع نسل هذا الحكام و تلك الاسرة تماما , فلا يأخذك الغباء مأخذا اكبر من هذا و لا تأخذك العصبية القبلية الي ابعد من ذلك .

حسنا فلماذا اتخذت تلك الدول هذا الموقف و لماذا تحديدا في هذا الوقت ؟

لا تبعد الإجابة عن عدة نقاط

 أولها

ان من يدير الحكم في السعودية الان هم حفنة من الأطفال حديثي العهد بالحكم و حديثي العهد بالسياسة , أطفال من كبيرهم لصغيرهم , فقد ولي زمن الملك عبدالله و وزير خارجيته فيصل و بن نايف .. و استبدلهم الزمان بطفل اخرق يضيع ملك ال سعود تماما بل و يكاد يكون في اخر مراحل إضاعة هذا الملك

 اما النقطة الثانية

فرغبة النظام الحكام السعودي الان هي إيجاد دور قوي للسعودية كسابق عهدها في المنطقة العربية في السياسية الخارجية كام كان قبل سابق لكن طالما وجد هذا الطفل علي الكرسي فلن يعود دور السعودية مرة اخري للساحة الإقليمية او الدولية كام كان قبل سابق و يتضح هذا من الرعونة و التهور الذي يقود بهم طفل ال سعود العلاقات الخارجية فهو من شن حرب اليمن و هو من قطع العلاقات مع قطر و هو تسبب في العديد من الازمات الدبلوماسية للسعودية منها ازمة قتل خاشقجي داخل السفارة في تركيا و منها ما يتعلق باعتقال و اختطاف امراء ال سعود أصحاب المصالح مع الغرب ...الخ من الكوارث المستمرة منذ قدم الي الحكم و هاهو الان يفعل نفس الشيء مع لبنان لربما تنجح أفكاره و يحرز انتصارا خارجيا له و هو الامر المضحك صراحا , حيث ان لبنان الان و ربما قبل سابق ليست الدولة التي اذا أحرزت نصرا سياسيا ضدها قد تكون احزرت شيئا يكتبه التاريخ لك فلبنان الان ليست دولة بل عصابات متناحرة فيما بينها لكل عصابة ولاءات لدول ما هي الراعية و الداعمة لها , و اقتصاديا ؟ فلا يوجد هناك في لبنان ما يمكن مقاربته بكلمة اقتصاد , بلد منهار تماما , و عسكريا ؟ مجرد ميليشيات لا اكثر فهي دولة لم يعد بها جيش بل و قبل سابق ليس لها جيش بالمعني الحرفي للكلمة.. الخلاصة انها ميت و انت رايح تتشطر عليه , بالتالي لن تحرز أي نصر ولا أي تفوق ولا أي شيء , لانه ميت أساسا و ان لم تكن تفهم معني ميت , فتلك كارثة اكبر

اما النقطة الثالثة

 فهي محاولة السعودية تضييق الخناق علي حليف ايران ( حزب الله ) كورقة لعب تستخدمها السعودية في مفاوضتها مع الحوثيين لوقف النزيف المستمر للسعودية في اليمن , حيث ان الحوثي أيضا حليف ايران و يعمل تحت مظلتها .

اما بالنسبة لموقف البحرين فهو معروف مسبقا اذ ان النظام في البحرين لا صاحب مصالح ولا قرار ولا أي حاجة في الحوار هو بيعمل ريتويت و بس

اما موقف الامارات في الازمة و دخولها في صف السعودية , فلا يخفي علي احد انه لمصلحة التطبيع الكبير بين الامارات و إسرائيل , اذ ان القوي الأكبر في لبنان صاحبة السلاح و الكلمة الأخيرة هي حزب الله وكيل ايران في لبنان و لست احتاج لثرد تفاصيل اكثر من ذلك لان الامر معروف للكل,

مخلص الكلام

ان السعودية تعبث باتخاذها هذا الموقف الذي لا قيمة لها و لا فائدة و انما محاولة يائسة لاثبات الذات و الوجود في المنقطة مرة اخري بعد انحسار دورها , وهي محاولة فاشلة بكل المقاييس ,

- اما الامارات فقد أظهرت مدي الولاء الشديد لإسرائيل بحجة مساندة الشقيقة الكبرى السعودية في محنتها و لكن الهدف الأكبر كما أقول هو اظهار الوالاء التام لإسرائيل , انا هو أي حاجة يجي فيها اسم أي حد بيضايقك بجري اعض فيه علي طول لكن في النهاية 
كل شيء يصب فقط في مصلحة إسرائيل

السبت، 30 أكتوبر 2021

صراع دائم

 

صراع دائم ,,,,,,,

معركة متواصلة لا تنتهي ، معركة متجددة كل دقيقة يخوضها الإنسان مع نفسه من أجل غاية واحدة وهي الحياة !! الحياة بكل ما تحمله الكلمة من معان ، من أجل التنفس من أجل الشرب من أجل الضحكة من أجل الاكل من أجل الرزق من اجل الحب من أجل الأسرة ، و هي الضروريات و داخل تلك المعركة يخوض الإنسان معارك جانبية كثيرة ، منها ما هو حقه و منها ما هو غير ذلك لكنها يخوضه ، و المعركة الكبري و المعارك الجانبية كلها تندرج تحت كلمة واحدة فقط وهي " الحياة "

معركة و ليست حياة

فالناظر العاقل بتمعن يجد أن الحياة لا تحتاج إلي أن تتحول إلي معركة لان المعارك دائما فيها الكثير من الخسائر حتي ولو انتهت بالتعادل بين طرفيها ,,,  و في حالة الإنسان و معركته مع الحياة ، يمثل هو الطرفين و المكاسب التي تحدث لأحد الطرفين هي له و كذلك الخسائر ايضا له ، فهو القاتل و المقتول و هو المنتصر و المهزوم و الرابح و الخاسر ، إذا و اذا كان هو الطرفين و الخسائر له منفرد و الهزائم أيضا !! فلما الصراع و لماذا المعركة ؟!

لن تستطيع أن تجد إجابة عند أغلبية البشر تخرج عن جملة " عاوز اعيش "

اذا فالمعركة من أجل أن يعيش الانسان ، فكيف يعيش و هو اساسا في داخل معركة !! لا اعرف تحديدا كيف سوف يعيش وهو في معركة مستمرة و تكاد تكون بل هي معركة صفرية ، صفرية لان محصلة الانتصارات و الانهزمات تصب في شخص واحد فقط ، فهو طرفيها و هو ضحاياها و هو أبطالها و هو اسراها فالضحية و البطل واحد و المنتصر و المنهزم واحد بالتالي تثبت صفرية المعركة ،حسنا فكيف سوف يعيش !؟!

و اذا كانت الحياة اساسا قصيرة فكيف يعيشها الإنسان في معركة مستمرة ؟

لا اعرف

حقا لا اعرف

فالوقت الذي نعيشه هو من يجبرنا علي خوض غمار تلك المعركة

لكن المنطق الذي خلق الانسان به و مآله الاخير يقول غير ذلك

يقول إن الحياة ما هي إلا ساعة أو ربما أقل بقليل ، يقول إنك مهما خضت في حياتك من معارك من أجل الدنيا فقط و من أجل أن تعيش فقط ، فإنك في النهاية خاسر في كل الأحوال و بكل المقاييس و المعايير

انت لم تُخلق للدنيا و ليست هي الغاية النهائية و إنما هي وسيلة الي الغاية النهائية ، و هي مرحلة أولية ثم بعدها ينتقل الإنسان الي المرحلة الأخيرة من حياته و هي حياة الآخرة الأبدية ، و ترتبط الحياة الأخيرة أو الآخرة ارتباطا وثيقا لا تكاد تنفك عنه بالحياة الدنيا أو الأولي ، فكما تكون صراعاتك في الحياة الأولي تأتي نتائجها النهائية في الآخرة

فإن كان صراعك في الأولي من أجلها فقط من أجل أن تعيش فقط تعيش ولا تبالي بما وراءك

فانت خاسر في الأخيرة فإن كنت تخوض المعركة في الدنيا للمعركة ذاتها ( علشان تعيش و بس ) فتأكد انك سوف تعيش فعلا و لكن وفق قدراتك و قوتك و صلابتك و اداوتك في المعركة الدنيا ثم بعد كل الانتصارات أو حتي الانكسارات تنتهي المعركة لا محالة ثم تجد نفسك ليس أمام حياة جديدة قد عملت لها بنفسك و إنما تجد نفسك أمام حياة جديدة انت مجبر و مضطر أن تعيشها بكل تفاصيلها و بكل أحداثها التي لم تكن تحسب لها من قبل أو تُعد لها ، و يكون حالك حال من نام الليل الطويل و قد ابلغوه أن في الصبح سيحدث زلزال يدمر بيته و سريره الذي ينام عليه ، لكنه لما يبالي بما يقولون و اكمل نومه فاستيقظ من صباحه لجيد نفسه فوق سريره و لكن خر عليه سقف بيته و انهار البيت كله و قبع تحت أنقاض لا احد يراه ولا احد يسمع صوته و مهما صرخ لم يجيبه قد ، فقد فر الذين نبهوه عن الزلزال الي إمكان آخره بعيده و تركوه خلفهم ، أما لو كان سمع كلام من نبهوه و فر من هذا البيت الي غيره ، ما كان ليقبع تحت أنقاض لا يسمعه احد و لا يجيبه أحد ، بل لربما وجد بيتا اجمل و مكان أوسع مما استغرق فيه في نومه ، و هذا حال من استمع الي التحذير و أخذه علي محمل الجد و فر بما يملكه من زاد الي مكانا جديد بعيدا عن الأنقاض ، و هكذا كل حال من دخل معركة الدنيا من أجل الآخرة و ترك البيوت الآيلة للسقوط الي بيوت صلبة قوية فسيحة ، فاحرص علي القتال في معركة الدنيا من أجل ما بعدها لا من أجلها هي ، فمهما كانت مدة بقائك فيها و مهما كانت انتصاراتك فيها من أجلها ، فهي في النهاية معركة صفرية خاسرة     

بن نايف الطعم الثمين

 محمد بن نايف كان الطعم  الثمين الذي  اصطاد به الامريكان ال سعود  ،

بن نايف هو أهم رجل لأمريكا في السعودية 

يمثل النظام السعودي فعلا 

أو ممثل الدولة العميقة داخل السعودية أو النظام المؤسس ،

كون يتم التضحية به من ولاية العهد اولا و قبول امريكا بده 

ثم التضحية به بسجنه 

كان الهدف من وراه 

١- اظهار رغبة امريكا في أن بن سلمان يبقي الملك ( طبعا رغبة غير حقيقية )

٢- تضخيم محمد بن سلمان داخل الأسرة بشكل كبير بناءا علي الرضا الأمريكي بأفعاله من مجرزة الريتز كارلتون ... الخ و التضحية بكبار ال سعود عل ي الرغم من ان فلوسهم بتمثل استثمارات ضخمة مع أمريكا بس بردو الهدف كان اكبر من مجرد استثمارات و  ابعد من كدة ، ابعد من مجرد تولية بن سلمان الحكم 

٣- التضحية ب بن نايف كان هدفها الأساسي ضرب النظام المؤسس أو الدولة العميقة السعودية اللي تقدر في أي وقت تعيد اتزان الدولة تاني في حال حدوث أي خطأ لها ، يعني لو كان موجود بن نايف وحصلت حرب اليمن أو مقتل خاشقجي ، كان هيقدر يعيد الأمور لنصابها مرة أخري ، لذلك كان الهدف هو إنهاء النواة الصلبة للدولة العميقة و النظام المؤسس السعودي 

بضرب اقوي شخصية فيه و تسليمها لمجنون مختل عقليا 

ده اثار الأحقاد داخل الأسرة و انقسمت علي نفسها و بكدة يكون الهدف الامريكي الاصلي من تولية بن سلمان و إطلاق أيده

 ١ حرب اليمن 

 ٢- الانفتاح المرعب اللي حصل ( هدف ثانوي بالنسبة لغيره ) 

٣ وهو الصيد السمين ، ضرب ال سعود بعضهم في بعض و بداية النهاية لانهيار نظام آل سعود لصالح تقسيمة قبلية جديدة داخل المملكة تمهيد للخطوة التالية و هي التقسيم و العودة إلي ما قبل ال سعود و بكدة نبقي في الطريق ل برنارد لويس و افكاره 

بالضبط زي ما بيحصل في مصر لما دقوا المسمار الأخير في حكم الجيش بتولية السيسي للحكم

ما بعد سايكس بيكو الاولي

أنظمة سايكس بيكو الأولي في الطريق الي الزوال ،،، تمهيدا لأنظمة جديدة ليست ك سابقتها ،،
 يبدوا أننا قاب قوسين أو أدنى من قرب زوال أنظمة سايكس بيكو الأولي فالمتابع للوضع في الشرق الأوسط تحديدا داخل أروقة الأنظمة التي زرعتها سايكس بيكو يجد أن تلك الأنظمة الوظيفية القديمة بدأت تفقد سيطرتها علي مجريات الأحداث داخل بلادها فضلا عن فقدانها التام لدورها الدولي أو حتي الإقليمي ، قد تستغرب عندما تقرأ تلك الكلمات أن الأنظمة الوظيفية التي زرعتها سايكس بيكو الأولي قد بدأت تفقد سيطرتها داخل البلاد التي تسيطر عليها و قد تزيد دهشتك ايضا و انت تري تلك الأنظمة تحكم بقبضة من حديد تلك الدول و هذه الشعوب ، لكن إذا أعطيت لنفسك مساحة صغيرة من التركيز ستجد أن تلك الأنظمة فعليا تنهار داخليا ، و قريبا ستخرج الأمور عن سيطرتها تماما داخل تلك الدول ليكتمل انفراط عقد سايكس بيكو الأولي ، حتي تقوم سايكس بيكو الثانية و التي هي الان تتشكل داخل ما يسمي بالفوضي الخلاقة و التي بدأ سريان مفعولها بداية من حرب العراق و الكويت , حيث تعتبر هذه الحرب اول خطوة عملية فعلية في الفوضى الخلاقة و كل ما سبقها من خطوات كانت تمهيدية , فالحرب الاهلية في لبنان عام 75 و حرب العراق و ايران ( الخليج الاولي ) في عام 80 كانت الخطوات التمهيدية للإعلان الرسمي و الذي وقع بالفعل في حرب العراق و الكويت , ليبدأ تنفيذ مشروع الفوضى الخلاقة و الذي ستنتج عنه سايكس بيكو الثانية او مشروع برنارد لويس و الذي يهدف في النهاية الي إقامة كيانات جديدة ( ليست دول ) تخرج من رحم الدول القومية التي خرجت من رحم الدولة العثمانية , فالكتلة الكبيرة كانت الدولة العثمانية ثم قامت الحرب العالمية الاولي و التي انهت هذه الكتلة الكبيرة ليتدخل سايكس و بيكو في تقسيم تلك الكتلة الي كيانات قومية جديدة ( كلها أنظمتها وظيفية ) و هي تنقسم الي ثلاث مجموعات 1 -أنظمة ملكية ( السعودية , الأردن , المغرب) 2- أنظمة جهورية عسكرية ( مصر , العراق , سوريا , ليبيا , السودان , الجزائر, اليمن ) 3- أنظمة اسرية عائلية ( الكويت , البحرين , قطر , الامارات , عمان ) و كلها دول قومية تحمل القومية العربية بداخلها او هكذا يبدو , و وضع النظام العالمي( بريطانيا و فرنسا وقت التقسيمة الاولي ) علي راس تلك الدولة أنظمة وظيفية ( وكلاء مستعمر سابق ) أنظمة هدفها الرئيسي هو تأمين احتياجات المحتل السابق ( السياسية , العسكرية و الاقتصادية ) أنظمة لا تهتم بشعوب و لا حتي القومية التي قامت عليها في دعواها الاولي للانفصال عن الدولة العثمانية , بل كل هدفها هو اعلان الولاء التام لموكلها الذي وضعها علي رأس تلك الدول , تحقيق رغباته في الاستيلاء علي خيرات تلك الدول من مواد خام و طاقة و اثار و ثقافة و حتي تاريخ تلك الشعوب و هدف اخر هو إقامة دولة الكيان و تثبت وجودها بقوة السلاح علي رؤوس كافة شعوب المنطقة و هذا ما حدق فعلا و لا نحتاج الي ثرد لتاريخ الكل يحفظه عن قلب ظهر , بداية من التفاوض مع السلطان عبد الحميد بشراء ارض فلسطين مرورا ب وعد بلفور وصولا الي اعلان دولة الكيان و الترحيب الدولي الذي تسابقت عليه دول الغرب لتأييد قيامها ثم تلي ذلك قرار الأمم المتحدة باعتماد تقسيم فلسطين ... , نعود و نقول , انها أنظمة اكبر من خادم او عبد لسيدها الذي وضعها , و استمر الوضع هكذا حتي تبدل السيد بسيد اخر و الذي جاء من اقصي الغرب ليغير مطلباته من تلك الأنظمة فلم يكتفي بما كان يأخذه الذي كان قبله من طاقة و مواد خام ولا تثبيت دولة الكيان بل بعدما استنفذ طاقات تلك الدول و سيطر عليها اقتصاديا و انهكها تماما , بدأ في مشروع تقسيمها الي كيانات صغيرة ( عرقية و طائفية و اثنية ) تارة بالقوة كحالة العراق و تارة باثارة النزعات الطائفية ك لبنان و سوريا و اليمن و اشعال نار الحرب الاهلية و تزويد الأطراف بالسلاح مرة عن طريقه بشكل مباشر و مرة عن طريق انظمته الوظيفية , و تارة بالنزعة العرقية القبلية كليبيا و السودان و تارة بإعادة نظام عسكري شمولي كاد ان يموت و أعاد هو احيائه من جديد ليقوم بدور القوة الضاغطة الداخلية في انهاك ما بقي من تلك الدولة و هذا الشعب ( كحالة مصر ) و تارة بالتدجين الكامل و الهرولة الي اقدام الكيان ( الامارات , البحرين , المغرب , الاردن) و كل ذلك ليس فقط لتثبيت دولة الكيان هذه المرة و انما لجعلها القوة الإقليمية المنفردة الموجودة بالمنطقة امام كيانات عرقية و طائفية و اثنية متحاربة متقاتلة فيما بينها علي نقط ماء او شبر ارض الخ من الأمور التافهة , و لا يبقي الا قوة واحدة فقط هي من تتحكم في كل تلك الكيانات و تخضعها لسلطانها من اجل تحقيق حلم التوراة و التملود الملك المخلص من نسل داوود , الهيكل الثالث , حلم المسيحية البروتستانتية , ارض الموعود , عودة المسيح , الالفية السعيدة , ... كان هذا عرض سريع لما حدث و يحدث و سوف يحدث في قريب المستقبل و للتوضيح احيلك الي الأمثلة التالية , إذا نظرت إلي شرق المنطقة العربية فإنك تجد انه لا يوجد الآن نظام في العراق مثل النظام الذي قام بعد سايكس بيكو ، بل يكاد الأمر أن يصل أنه لا توجد دولة بالأساس مثل التي أنشأها مهندس تقسيم الحدود العربية بيرسي كوكس ، ثم إذا تحركت الي الجنوب قليلا وجدت اليمن و ما وصل الحال بها و الذي ليس افضل من العراق في شيء بل اسوء و اسوء ، ثم تنتقل الي الشمال حيث فلسطين و سوريا و لبنان ( الشام القديم ) فلا تجد سوي مجرد اسم و اذا انتقلت الي الجنوب الغربي حيث السودان ؟!! فلا سودان ولا نظام ثم تصعد في اتجاه المتوسط حيث ليبيا !! فلا ليبيا ثم قليلا الي الغرب حيث تونس !! و انت الان تشاهد ما وصلت له تونس من حيث انهيار النظام القديم ابن سايكس بيكو الأولي مع محاولة إعادة إنتاجه بعد حوالي عقد من سقوطه لكن للاسف لن يتم إعادة تعويمه و ستدخل تونس في حالة الفشل الفوضوي الذي سينهي تماما اي اثر لنظام سايكس بيكو الأولي ، و ليست الجزائر ولا المغرب ببعيد فبايدهم سيصلون الي نفس المصير ، أما الخليج فقصته قصة أخري إذا أن انظمته التي زرعها سايكس بيكو ( أنظمة الأسر الحاكمة ) كانت تقوم فقط علي النفط و كان مصدر قوتها الوحيد في حكم دولها و الان و قد أوشك عهد النفط في الانتهاء بدأت تظهر مشاكل تلك الأنظمة و أغلبها مشاكل اقتصادية بناءا علي بداية انهيار عصر النفط لذا تجد منها من يحاول إحداث تغيرات داخلية في الحكم كما فعلت قطر و استحدثت مجلس الشوري و الذي يعتبر مرحلة جديدة لم تكن من قبل داخل النظام الحاكم فيها أن يكون هناك مشاركة سياسية من خارج الأسرة الحاكمة ، و هذه الامارات و البحرين و هرولة مرعبة ناحية التطبيع مع إسرائيل من أجل ضمان الحماية بعدما أحسوا بقرب رفع الحماية الأمريكية عنهم و هذه السعودية و لن أتحدث كثيرا عنها و عما يجري فيها من صراعات داخل الأسرة الحاكمة منذ تولي الأمير الصغير ولاية العهد و ما قام به من تفتيت كتلة الأسرة و زرع الشقاق بين اروقتها و الانفتاح المجتمعي الداخلي الذي يثير حنق الكثير و الكثير داخل المملكة لكن كلها نار تحت الرماد لم تخرج حتي الآن ، ثم الوضع الاقتصادي السعودي الذي تزاد مديونيات الدولة يوم بعد يوم و يزيد العبء علي كاهل الشعب لترتفع حالات الفقر بنسب لم تكن موجودة سابقا في تاريخ تلك الدولة ، أما مصر و النظام فيها و إن كان يبدوا لك أنه مسيطر علي الأوضاع الداخلية بقوة فانتظر قليلا جدا لتشاهد بنفسك عسكر ٥٢ و هم يأكلون بعضهم البعض و ليس عزل مبارك منك ببعيد للتأكد أن النظام الوظيفي المصري من بعد سايكس بيكو بدأ في آخر مراحل إزاحته ، و انتظر قليلا و سوف تشاهد ذلك بعينك لاني لا اريد الاسهاب في تفاصيل انت تعلمها جيدا لكن اليأس الذي سببه لك النظام من التغيير هو ما يدفعك لطرد افكار انهيار نظام ٥٢ من راسك ، حسنا كان هذا فيما يخص الوضع الداخلي و سيطرة أنظمة سايكس بيكو الأولي علي دولها ، أما فيما يخص القيمة الدولية لتلك الأنظمة و مدي تأثيرها في السياسة الخارجية دولية أو كانت إقليمية فالحقيقة لم يكن لها دور سابق كبير في تلك الأمور بل كانت مجرد تابع لكن ذو شخصية تبدوا أنها صاحبة قرار ، فكانت تتخذ بعض المواقف السياسية المؤثرة الي حد ما منها و أقواها بل و آخرها الموقف من حرب اكتوبر ٧٣ و الذي يعد الأول و الأخير علي المستوي الدولي و الإقليمي الذي اتخذه تلك الأنظمة ، ثم من بعده لا أعرف أن هناك موقف دولي أو إقليمي ذو شان أو تأثير. قد اتخذته تلك الأنظمة في أي قضية علي المستوي السياسي الدولي إقليمي أو عالمي ، بل وصل الأمر إلي تباعية مطلقة ليست حتي كتبعية الكلب لصديقه و إنما أصبحت اسوء من ذلك حتي وصلت إلي تباعية النعاج الي راعيها ولا نحتاج للاسهاب أيضا في هذا ، يكفيك ان تبحث عن موقف واحد رفضت فيه أي دولة من تلك الدول اي قرار أو حتي رفعت عينيها في وجه أسيادها ، عموما ، كان هذا مجرد عرض سريع جدا بدون تفاصيل لفكرة انهيار أنظمة سايكس بيكو الأولي لصالح أنظمة جديدة ، عفوا لكن يكون هناك أنظمة كالمتعارف عليها في السابق و انما انهيار لصالح مجموعات كل مجموعة تحكم قطعة أرض صغيرة في تقسيمة عرقية و اثنية و طائفية ، إلي أن يأتي هذا اليوم ، دعنا نشاهد و نلاحظ انهيار تلك الأنظمة تباعا و بالتدريج و ذلك عن طريق متابعة أحوالها بشكل جيد و دقيق و دعنا ننتظر الفوضى الخلاقة الي اين ستصل