الأربعاء، 17 نوفمبر 2021

الانسان و الحضارة ( 2 )

 بقاء اي حضارة مرهون بالمنتج الثقافي التي تتركه تلك الحضارة  ، لا المنتج العلمي ، و التاريخ مليء بالامثلة التي تثبت صحة تلك النظرة ، فحضارات كبيرة و ضخمة كان منتجها الأساسي هو المنتج العلمي دون الثقافي و الذي ضمن لها البقاء الي مدة ليست بالقليلة من الزمن لكن في النهاية انتهت الا اللارجعة و كذا انتهي إنتاجها العلمي معها أيضا الا اللارجعة، 

فهذه حضارة بناءة الاهرام ، القوية الشامخة في تراثها العلمي و قد وصلت في مجالات شتي من العلوم الي ما لم يصل إليه من خلفها من حضارات حتي عصرنا الحالي ، و تشهد الاهرامات بذلك و يشهد التحنيط و يشهد الكثير و الكثير علي قوة تلك الحضارة من الناحية العملية ، لكن للاسف الشديد لا يوجد لها تراث فكري أو ثقافي يمكن من خلاله إعادة إنتاج تلك الحضارة مرة أخري ، أو حتي ضمان بقائها في زمنها مدة أطول ، و ذلك علي عكس الحضارة اليونانية القديمة التي خلفت من ورائها تراثا فكريا ضخما جدا ، هذا التراث ضمن لتلك الحضارة الاستمرارية و التوغل داخل الحضارات التي أتت من خلفها و حتي يومنا هذا و اثار الحضارة اليونانية القديمة مستمرة من الناحية الفكرية ، فدائما ما يذكر التاريخ أرسطو و أفلاطون و الكثير من فلاسفة اليونان بل لا يكاد يذكر التاريخ سواهم و أنهم أصحاب المدرسة الفكرية التاريخية الكبري التي مازالت آثارها ممتدة الي الان بعد قرون طويلة من فناء تلك الحضارة ، و هكذا أمثلة كثيرة علي أن ما يبقي من الحضارة هو التراث الفكري و الانساني و الثقافي لا التراث العلمي و العمارة فهي مجرد آثار لا اكثر ، لا تضيف و لن تضيف الي ما خلفها من حضارات من شيء اللهم بعض الأفكار فيما يخص العمارة أو بعض العلوم القليلة ، و لم أري حضارة جمعت بين التراث العلمي و التراث الفكري سوي الحضارة الإسلامية فقط و هو الأمر الذي ضمن لها الاستمرار لمدة تقارب ال ١٤ قرن من الزمان منفردة كاعظم حضارات البشرية قاطبة لما خلفته من تراثا علميا ضخم هو ما بنت عليه الحضارة الغربية حضارتها الحالية و ايضا ما تركته من تراث فكري ضخم في شتي المناحي الإنسانية و الذي سيضمن قطعا إعادة إنتاج الحضارة الإسلامية مرة أخري كبديل للحضارة الغربية المادية البحتة التي ترتكز فقط علي المادة دون الاعتناء بالروح ( الفكر ، الثقافة ، الحاجات الروحية و النفسية ) و لسن في معرض الحديث عن الحضارة الإسلامية هنا و لكن كل ما سبق 

كا مثال للتوضيح فكرة لماذا سوف تنهار الحضارة الغربية قريبا ؟!

هذا لان تراثها الفكري البشري يكاد يكون معدوم و أن منتجها الثقافي و الفكري واحد من اسوء ما أنتجته اي حضارة علي مر التاريخ ، إذ أنه منتج لا يخدم الروح البشرية ولا يخاطبها علي قدر ما تفهم ولا يوفر لها حاجاتها الضرورية التي تحتاج إليها ، و إنما منتجا ثقافيا إن جاز تسميته بثقافيا ، هدفه الأساسي خدمة المادة و المادية التي تقوم عليها الحضارة الغربية ، فالفنون في الحضارة الغربية الان مسخرة تمام التسخير لخدمة المادية ، لتثبيت العلاقات الإنسانية علي قاعدة المصالح الشخصية بما يخدم أسس الحضارة المادية ، فلا تجد في الفنون ما يعالج القضايا الهامة من الناحية الإنسانية الصحيحة لها و إنما من الناحية العملية البحتة التي تتعامل مع الانسان علي أنه مجرد حيوان ناطق تسعي دائما في علاجها لقضاياه النفسية من ناحية علمية بحتة باستخدام العقاقير الطبية و التي وان كانت تفيد الجزء المادي للمشكلة ولكنها لا تفيد تحت اي حال من الأحوال الجزء المعنوي الروحي المشكلة ، ذلك لأن الحضارة الغربية لم تفهم الإنسان من منطلق كونه انسان ،مخلوق أعلي يتحرك وفق قواعد وضعها الله فيه و لكنها تتعامل معه بصفته كائن مادي بحت مثل أي كائن 

آخر من حيوان أو نبات ، لذلك فشلت الحضارة الغربية في تعاملها مع الانسان و طبيعته البشرية الخاصة ، و ادي ذلك الى  ازدياد حالات الأمراض النفسية و الانتحار نتيجة فشل تعامل الحضارة مع الروح البشرية ،

و أما من الناحية الادبية ، فالمنتج الادبي الثقافي الذي تنتجه الحضارة الغربية الان 

هو منتج مادي بحت يركز علي الغزايز و الشهوات و الاباحية التي لا تخدم باي شكل سوي الجزء المادي في الإنسان دون الجزء النفسي له و لن اضرب أمثلة كثيرة يكفي فقط أن تتطلع علي اي منتج ادبي الآن من كتب الغرب الأدبية أو حتي كتب مقليدهم من الشرقيين و سوف تجد أن أغلب إن لم يكن كل المنتج الادبي مرتكز علي الجنس و الاباحية فقط و حصريا ، و هذا ليس بمنتج ادبي يمكن أن يبقي أثره في التاريخ مفيدا نافعا للإنسان و إنما هو منتج وقتي يشبع غريزة وقتية سرعان ما تنتهي لأنه اولا و اخيرا قد مس الجزء المادي فقط في الإنسان ،  و حتي الغرب و حضارته الحالية في التعامل مع الادب الشرقي لا تشجع و تحتفي الا بالنماذج التي تقدم نفس افكار الغرب المادية ، إذ يرد الغرب صبغ الأرض و كافة الحضارات المختلفة بضبغته الخاصة ( المادية المطلقة ) و للاستزادة يمكن تتبع مشاهير الادب و الفلسفة في الغرب و لن تجد اكبر دعما سوي الذين يدعون الي المادية المطلقة 

سبينوزا ، جوتة ، نتشية ، فرويد و القائمة طويلة ،

أما في المجال الديني و هو أعمق ما يمس الروح و الكيان المعنوي داخل الإنسان 

فالحضارة الغربية تكاد تكون قاتل متسلسل شديد التركيز في عمله علي قتل اي شيء يتعلق بالدين تماما ، باساليب مختلفة منها العلمانية المطلقة التي تحارب أي مظهر تدين ( اقصد فيما يخص الاسلام و المسيحية فقط إذ أن اليهودية خط شديد الاحمرار لا يمكن تخطيه أو القرب منه ) و من الأساليب ايضا إهانة المقدسات و التجروء عليها بدافع الحريات الشخصية و منها التشجيع علي الإلحاد و حماية المنتسبين له تحت بند الحريات ، و منها التشكيك المستمر في المصادر الدينية و اللعب علي وتر تحريف الكتاب المقدس و لعب نفس اللعبة مع القران و الحديث لكنها تفشل بشكل مستمر إذ أن القرآن و الحديث محفوظان بحفظ الله لهما ، و هكذا من أساليب محاربة اي نزعة دينية تخاطب الجزء المعنوي الروحي داخل الإنسان ،

و للحديث بقية

علامات صفقة القرن

 ع الهامش 

1- الحرب العالمية الأولى ١٩١٤

وعد بلفور ١٩١٧ .... 

التاريخ الاول لبداية قيام  لدولة إسرائيل و اقتصاص اجزاء من فلسطين لإقامة الكيان 

2- الحرب العالمية الثانية ١٩٣٩

اعلان قيام إسرائيل ١٩٤٨...

الاعلان الرسمي لقيام دولة إسرائيل و قرار التقسيم

3- حرب ١٩٦٧ 

و التهام اكبر أكبر جزء من فلسطين 

4- بالتالي إتمام صفقة القرن و التهام كامل فلسطين يلزم له 

حرب عالمية كبري أو إقليمية ضخمة و ترجيحي هو عالمية كبري

الانسان و الحضارة ( 1 )

 

الانسان و الحضارة

 

يصنع الإنسان الحضارة لتكون أداة يستخدمها في رحلة القصيرة " المسماة الحياة"  ، فصنع الحضارة يُعد المهمة الأولي للإنسان في الحياة و هي شيء فطري مغروس بداخله بما اوكله الله به من مهام اعمار الكون ، لذلك تجد الإنسان منذ هبوطه علي الارض بهبوط ادم عليه السلام و هو مشغول بإقامة حضارته و التي تختلف أهدافها و تتفق في هدف واحد ، فاختلاف أهداف إقامة الحضارة يختلف باختلاف المجتمعات و رغباتها و متطلباتها و ثقافتها و عقيدتها ، فالمجتمعات ذات العقيدة السماوية المُنزلة يكون هدفها الأساسي في إقامة الحضارة هو تنفيذ المهمة الموكولة لها من قبل الخالق و هي اعمار الكون و تجد هذا النموذج واضح أشد الوضوح عبر التاريخ بل يكاد يكون محصور في المجتمعات الإسلامية و تحديدا الأولي منها و التي بدأت بالرسالة النبوية الي قرابة ألف عام بعدها ، ....

أما المجتمعات الأخري و الغير مرتبطة بعقيدة سماوية فتكون ابرز أهدافها لإقامة الحضارة هو الحفاظ علي تلك المجتمعات و توفير لها أكبر قدر ممكن من سد الاحتياجات الضرورية للبقاء و النمو و منها من تكون أهدافه هي السيادة و الريادة علي باقي المجتمعات المحيطة ... الخ من الأهداف ، و هذه هي اختلافات اهداف المجتمعات في أسباب إقامة الحضارة ، اما الاتفاق الوحيد بينها هو " الإنسان " إذ أن محور ارتكاز اي حضارة يدور حول الإنسان ( لخدمته، تنميته، الحفاظ عليه ، ارتقائه ، ) و الإنسان مكون من جزئين اساسيين الاول و هو المادة " الجسد" الثاني هو الروح ، و التوازن بين المادة و الروح أمر ضروري حتمي لابد من أن تتحرك الحضارة في حركتها حول الإنسان من خلال الجزئين ( مادة و روح ) حتي تصبح حضارة متنزنة تلعب دورها الأساسي وهو توفير حاجات الإنسان من أجل بقائه ، أما أن تميل الحضارة الي أحدي الجانبين ، فهذا هو الخلل الأولي الذي يكون السبب في إنهاء تلك الحضارة ، فاسباب قيام و نهوض و تقدم الحضارة في أغلب الأحيان إن لم يكن كلها هي اسباب انهيار تلك الحضارة ، " للتوضيح

هو مثال مشاهد و ملاحظ للعيان فقط يحتاج التدقيق لا اكثر ،

هو مثال الحضارة الغربية الحالية و التي

قامت الحضارة الغربية في ظل أوضاع بشرية غاية في السوء ،

فقد افرطت المجتمعات الغربية في الروحانية الشديدة و اهتمت ايما اهتمام بالروح البشرية من خلال المسيحية التي تعتبر ديانة روحانية بحتة ، و بموجب تعميم المسيحية داخل كامل المجتمعات الغربية و محاربة اي ديانة أخري ( اسلام أو يهودية ) و ايضا محاربة اي معتقد اخر غير مستند علي المسيحية بل و وصل الأمر حتي لتجميد المسيحية و رفض أي محاولة تجديد داخلها منذ ظهورها في الغرب و اجتياحها له في القرن الأول الميلادي و حتي ظهور الحركة البروتستانتية في القرن الخامس عشر ، اي حوالي ١٥٠٠ سنة من الجمود و سيطرة الكنيسة علي حياة البشر و محاربة اي محاولة علمية خارج اسوار العقيدة المسيحية التي فرضتها الكنيسة ، لذلك دخل الغرب في حالات متتالية من الفشل و الاضمحلال و الفقر و الجهل ... و العيب ليس في الديانة و إنما في تطبيقها

قالنا في الاعلي

ان محور حركة الحضارة هو الانسان ( الروح و الجسد ) "" ولما كانت الروح في الحضارة الغربية قد أخذت ما  يزيد و يفيض احتياجاتها  من الروحانيات و افرطت فغرقت و اضمحلت عن سابقتها أو ورثيتها ( اليونانية و الرومانية ) فيها فكان لابد من إعادة التوازن مرة أخري إلي محور حركة الحضارة ( الأنسان) كان لابد من

من التوازن بين الروحانية و المادية و هذه كانت فعلا بداية دعوة العلمانية في الغرب ، و هي محاولة خلف توازن بين المادة و الروح ( كانت حق مراد به باطل ) لان اثار تطور تلك الدعوة عكست الآية

فاصبحت المادية هي الطاغية تماما علي الروحانية ، بل و تبدلت الأدوار ، فبعدما كان هناك لاهوت كنسي يحارب و يقهر اي مادية ، تحول الأمر الآن الي لاهوت علمي مادي يعمل كجلاد و بل و قاتل متسلسل لاي مظهر من مظاهر الروحانية في الغرب

و كام كان الإفراط في الروحانية الشديدة في الغرب مع اهمال بل و محاربة المادية هو سبب انهيار الغرب لقرون طويلة ، و سبب انهيار حضارته السابقة و تراثها الفكري و العلمي و اقصد تحديدا اليونانية ،،

أصبح الإفراط في المادية الان و محاربة اي محاولة ولو ضعيفة لايجاد جانب روحي في الحضارة الغربية ، أصبح ذلك الإفراط في المادية هو السبب الرئيسي في انهيار الحضارة الغربية في القريب

و كلمة القريب في عمر الحضارات لا تُقاس بالايام و الشهور و السنين القليلة و إنما تُقاس بالعقود

فالحضارة الغربية الان علي وشك  الانهيار لأنها مثل أي حضارة لها مرحلة تكون و نمو و شباب و شيخوخة لأنها تمثل الإنسان و تمثل مراحل حياته " هكذا يمكن تشبيهها"

فالغرب أفرط في المادية و مازال يفرط فيها بشكل مبالغ فيه   و اصبحت حياة الإنسان في الغرب تدور داخل دوائر مغلقة من المادية البحتة ، في أموره الاقتصادية و الثقافية و حتي الأمور الاجتماعية ، فتغيرت حتي العلاقات في الغرب " ربما اغلب العالم " تحولت إلي شكل مادي بحت فالناظر في حياة معظم الأسر الغربية يجدها في حالة " اللاسرة" فلا هيكل أسري متعارف عليه " اب و ام و أبناء " في حالة أسرية اجتماعية تقوم علي أسس الأسر المتعارف عليه عقب التاريخ ، فتشوهت علاقة الاب و الام بالابناء و لم تعد كما كانت معروفة تاريخيا من طاعة الأبناء للاباء و الأمهات طاعة مطلقة بل تبدلت الي " اللاطاعة" و تحول كل فرد في الأسرة الي كيان مستقل و حياة مستقلة لا يصح ل الآباء والأمهات التدخل فيها و لو حتي من قبيل النصح و الارشاد ، بل و تحولت الحياة الزوجية الي الندية المطلقة كل تلك العوامل أدت بشكل كبير الي انهيار النظام الأسري و انهيار الأسرة هو انهيار المجتمعات إذ أن المجتمعات لا تقوم ولا تتشكل اساسا الا على أساس وجود الأسرة و التي تمثل الشكل المصغر للمجتمع ، ادي انهيار النظام الاسري في الغرب الي تفكك الروابط الاجتماعية و استبدالها بروابط أخري مبنية علي قوانين تتبدل و تتغير بحسب الرغبة و الأهواء الشخصية لا بحسب ما يخدم المجتمع و الفرد داخله. ...

فالافراط في المادية علي حساب الروحانية في الحضارة الغربية الان كارثته ضخمة جدا ، لان أساس الحضارة هو الانسان بمكوناته و مكوناته هي الجسد " المادية " و الروح ، و تغليب أحدهما علي الاخر يشكل خلل داخلي كبير للإنسان

لانه بالأساس ضد الطبيعية البشرية و التي لابد فيها من وجود الروح و المادة ولا تصح تلك الطبيعة البشرية ولا تقوم حياة الإنسان إلا بوجود العنصرين معا يتحركون وفق حركة متناغمة بل و شديدة التناغم

و اي طغيان لأحدهما علي الاخر يسبب الخلل في شكل حركة الحياة و كلما زاد الطغيان لأحدهما علي الاخر كلما زاد حجم الخلل ، و قلنا و نقول ان محور ارتكاز الحضارة هو الانسان و ما قامت اساسا الا لتضمن له حياة سليمة أو شبه سليمة متوافقة مع خلقته و طبيعته البشرية ، فإن اختل الميزان ، اختلت معه الحضارة و كلما زاد الخلل كلما زاد اختلال الحضارة حتي يصل الأمر إلى أن تُطيح أحدي كفتي الميزان بالآخري و ينهار معها كامل الميزان و تنهار معه الحضارة و هذا ما تشاهده بنفسك الان يحدث في الغرب ،

و للحديث بقية "

الخميس، 4 نوفمبر 2021

الأفكار هي اللي بتعيش بس ، إنما الكورة بتتخرم و تفسي

 بحاول أفهم ايه الانجاز اللي بيعمله لاعب كرة في التاريخ البشري ؟، و ايه القيمة اللي بيضيفها لحياة الإنسان علي وجه الارض ؟ و بحاول أفهم ايه هو التاريخ اللي بيسطر اسماء و انجازات الناس دي ؟ و بردو ايه اللي يخلي مشجع كورة يفرح و يتفاخر بشدة لجول جابه لعيب من بلده في مباراة ؟ و ايه هي القيمة المعنوية أو المادية حتي اللي اضفها الجول للمشجع ؟ اه أضاف قيمة مادية لصاحبه و لفرقته  أنهم فازوا ببطولة و اخدوا مكافأة مالية كبيرة و شوية اعلانات و دعاية و الخ من اللي دخل للنادي و للعيب فلوس ؟ أما مشجع الكورة ايه استفاده علشان يتعصب ، يفرح ، يغضب ، يتفاخر الخ من المشاعر الإنسانية بسبب لعيب او جول ؟ الحقيقة مش لاقي إجابة تنفع تشفي نفسي أنها توصل لمبرر مقبول ليا أن أقول اه ، حقه يفرح ، اه حق يفتخر ، اه حقه يتعصب ، غير إجابة واحدة ، أن الإنسان أصبح فاضي من جوه قوي ، أصبح خالي من اي منطق أو اي تفكير منطقي أو حتي اي عقل ، بقي فاضي لدرجة أنه مش بس بيضيع وقته في مشاهدة الماتش وقته و خلاص ضاعوا الساعتين في الترويح و الترفيه عن نفسه و انتهينا ، و ده ربما يبقي مقبول بمنطق التفريج عن النفس نتيجة الضغوط الحياتية المرعبة اللي كلنا عايشين فيها ، بقول ربما لاني مش مقتنع اساسا بفكرة أن الترويح عن النفس يكون بماتش كورة يسبب اساسا ضغط عصبي طول مدة مشاهدته ، و شتيمة و سب دين و غيبة و خوض في أعراض و يسبب حزازيات و ضغائن و الخ ، للأسباب دي بقول ربما لان ممكن تلاقي حد عنده منطق مختلف أنه بيتفرج للفرجة مش اكتر مش متعصب لفرقة و لا لعيبة و إنما فعليا يومه صعب و تقبل لذلك بيدور علي حاجة يفك بها شوية ، 

عموما ارجع تاني و اقول ان فعليا لا قيمة للكورة و لا للعيب مهما كان في الزمن ده ، لا قيمة حقيقية بيضيفها اللعيب أو اللعبة للناس ، اكتر من الالهاء المستمر و اكتر من استنفاذ طاقات الناس العقلية و المادية في أمور لا قيمة لها ، بدل من توجيه الطاقات دي لحاجات تانية تضيف للإنسان شيء ينفعه في مستقبله أو مستقبل البشر من وراه ، يعني الوقت اللي بيضيعه اي حد في متابعة الكورة و الكلام عن اللعيب فلان و الفرقة كذا و الدوري العلاني ، الوقت ده لو استهلك نصه أو حتي ربعه في التفكير في سر تعاسته في الحياة و اللي طبعا هيكتشف أن وراها نظامه الحاكم و النظام العالمي ككل ، لو فكر شوية ليه بيعمل كدة النظام فيه ، بيجبره علي كل شيء ، علي الشغل في ظروف معينة ، علي تحمل اعباء و ضغوط فوق طاقته ، علي التعليم بشكل معين ، علي الحياة الزوجية حتي بظروف مختلفة علي تربية ولاده وسط مجتمع شكله كذا أو كذا ، لو فرغ الإنسان ربع الوقت اللي بيضيعه في الكورة في التفكير في الحاجات دي ، اكيد و دون ادني شك هيوصل لمربط الفرس و نقطة البداية اللي منها يقدر يغير شيء من الظروف اللي مضطر يعيش فيها و بقول يوصل لفكرة أما التنفيذ ربما يتاخر شوية نتيجة إن الأغلبية من الشعوب منساقة و مش بتفكر تغير واقعها ، لكن مجرد التفكير في حد ذاته بيخلق فرص كتيرة لتغير الواقع و تجميع الأفكار المختلفة في موضوع ما بيوصل في النهاية لاتفاق في نقطة أو ربما عدة نقاط ممكن توصل لنتيجة و لو حتي مستقبلية ، والله حتى ممكن تتورث لجيل تاني غير الجيل ده يقدر يتحرك خطوة مقدرش الجيل ده يتحركها و عموما الأجيال بتشوف بعضها و بتحضر اجزاء كبيرة من حياة بعضها يعني حتي لو حصل أن الأفكار دي حملها جيل تاني قدر يغير و لو جزئيا ، فأكيد اللي مش الأفكار دي هينوله منها جزء و لو حتي بسيط ، لكن الاستسلام بالمنظر ده و تعمد تضييع الوقت و الحياة في امور زي الافلام و الكورة الخ ، عمره ما هيكون سبب في اي تغيير أو محاولة تغيير ، أو انتاج أفكار أو حتي فكرة تقود الي تغيير ، تغيير يغير سوء الأوضاع اللي فيها البشرية كلها ، تغيير يوقف الظلم ، يوقف حمامات الدم ، يوقف الانهيار الأخلاقي و القيمي المستمر ،

يزيبيو ، ماريو كامبس ، بوشكاش ، كل دول كانوا اشهر من النار علي العلم و جابوا اجوان احلي الف مرة من بتوع دولقتي ، لكن انتهي أثرهم و اثر اجوالهم بعد موتهم ، بل ام البشرية مستفادتش حاجة منهم بعد موتهم ، و لا هتستفيد طبعا ، لكن البشرية كلها و أن نسيت اسماء اصحاب الأفكار ، فعمرها ما تنسي الأفكار ، لانها انرزعت جواهم و بيتحركوا من خلالها ، فالناس  لو نسيت أفلاطون و ارسطو لكنها منسيتش أفكارهم عن الدولة و الديمقراطية لأنهم بيطبقوها حتي لو ميعرفوش مين جاب الأفكار دي ، لكن نسيوا ايزيبيو و زيكو و كامبس زي ما هينسوا ماردونا و بيليه و بعدها هينسوا ميسي ورونالدو ، بس مش هينسوا زوكربيرغ ولا بيل غيتس 

الأفكار هي اللي بتعيش بس ، إنما الكورة بتتخرم و تفسي


الأربعاء، 3 نوفمبر 2021

وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلً

 

يرفض الإنسان دائما و ابدا الاعتراف بعجزه و انعدام قدرته و قدراته في الأمور الغيبية ، بل و مستمر في الجدل في كيفية حدوثها طوال الوقت ، فحركة الكون المنظورة ، مرتبطة ارتباط وثيق بعقل الإنسان ، أما الغيبيات و حركتها مرتبطة بالإيمان المطلق بالغيب و الإيمان المطلق بامر غيبي لابد له من دليل من صاحب الغيب ( الله ) حتي يمكن تصديقه و الايمان به

و ينكر دائما الإنسان أنه مجرد مخلوق ذو قدرات معينة صالحة فقط لتنفيذ المهمة التي أوكل بها ،

فالقدرات الذهنية والنفسية و العقلية و البدنية للإنسان محدودة بحدود معينة لا يستطيع الإنسان تجاوزها باي شكل ( الإنسان العاقل ) و لا باي إمكانيات مهما توفرت له ، و هذه القدرات متوافقة تماما مع ما وجد الإنسان من أجله ، و هو عمارة الكون ،

و دائما و ابدا ما يشغل الإنسان نفسه بأمور لا طاقة له بها ولا قدرة و لن يصل إليها باي شكل من الأشكال و بأي أداة من الأدوات ، فقوانين الكون متماشية تماما مع تصميم العقل و إمكانياته ، بحيث يقدر العقل  ان يدركها بالادوات اللي أعطاها له الله ، وهي السمع و البصر و الحس و الادراك و التفكير التراكمي، لذلك أي قانون مخالف للعقل و أدواته ، ليس بقانون كوني وضعه الله فالكون مسخر للانسان و ليس العكس ,

و يصمم الإنسان أن تلك الأمور هي من تمام مهامه في اعمار الكون ، و هذا أمر غريب ، فكيف تكون تلك من تمام مهامك و انت لا تستطيع لتحقيقها سبيل ؟!!

و للتوضيح نضرب المثل ،

فالإنسان الطبيعي مطالب باستخدام ما حوله من أدوات كونية ( شمس ، قمر ، نجوم ، ماء ، هواء ، ارض ..الخ ) و هي اداوت مسخرة بالأساس لخدمته ، و هو مطالب باستخدامها لتحقيق غاية الاعمار للكون ، و هذا في حدود امكانته و قدراته العقلية و البدنية ولا يكاد يخرج عن تلك الإمكانات الا في حدود ضيقة جدا بسبب عدم وجود مجال بحث علمي في تلك المناطق في عصره و لكنه قد يصل الي تلك المناطق في عصور أخري و هذا مشاهد عبر التاريخ فالإنسان في السابق كان أكبر إمكاناته في استخدام الماء مثلا هي للشرب و الري و لكن الان ادخله في الكثير و الكثير من الأمور النافعة له في حياته علي سبيل المثال استخدامه في توليد الكهرباء او قطع المعادن الثقيلة و هكذا أمثلة كثيرة علي ما لم يستطع الإنسان من استخدام كافة مكونات و قدرات و إمكانات الأداة الكونية المسخرة له ، الي هنا تسير الأمور في نصابها الصحيح ، وهي استخدام الإنسان لامكانته في توظيف الأداة الكونية المسخرة له ليصل الي افضل استخدام لها ينفعه ، و هكذا يمكن أن تضرب المثل في مئات من الأدوات الكونية و تعامل الإنسان ( الطبيعي ) معها في تحقيق غاية وجوده في الكون و هي أعماره ، لكن الإنسان لا يتوقف عن حد استخدام الأداة الكونية ولا عن معرفة كيفية و آلية عملها و التي يستطيع الوصول إليها بالقدرات العقلية و البدنية المتاحة له ، لكنه يتجاوز كل الحدود و يحاول أن يحصل الي كيفية وجدت تلك الأداة و هو أمر خارج عن كل حدود قدراته العقلية والنفسية و البدنية ولا يستطيع الوصول إليه باي شكل من الأشكال ، إذ أن الإنسان وجد علي الارض و كانت تلك الأدوات الكونية موجودة و تعمل و  بالشكل الحالي لها فكيف له أن يدرك كيف قامت أو كيف خلقت تلك الأدوات ؟! الإجابة بأن ليس له سبيل أو وسيلة في ذلك و إنما اكبر ما يمكن أن يحصل إليه في هذا الموضوع أن يعرف كيف تعمل تلك الأدوات و كيف يستخدمها ، لان امر الخلق لها خارج نطاق عقله و تفكيره و خارج نطاق إمكانياته مجتمعة ، و بما أن الأمر خارج نطاق إمكانياته فكان لابد من القبول به و التسليم أنه من لدن خالق حكيم ، و ان يسعي الإنسان الي استخدام الأداة الكونية بما وجدت عليه و بوظيفتها المصنوعة من أجلها ، لكن رفض الإنسان كل هذا و دخل الي متاهات لا تنتهي و لن تنتهي لإيجاد وسيلة أو فكرة يصل بها الي كيفية الخلق ، رفضا من للتسليم بوجود خالق حكيم ، و بما أن انسان عدو ما يجهل ، فقد تعامل بجهل شديد في المسألة ، جهل ادخله في متاهات مستمرة ، فكلم حل خلق فكرة جديدة عن كيفية الخلق ، يفشل في أن تكون فكرته شاملة و منطقية و مقنعة ، فيضطر في كل مرة من تغيرها أو إدخال تعديلات جديدة عليها تزيد الطين بلة ، و استمر على هذا الحال عشرات السنين إلي أن وصل إلي حالة جديدة من حالات الفشل في إثبات ما قد اخترعه من نظريات لتثبت فكرته عن تكوين الخلق ، فاضطر الي الحالة الجديدة و هي تجهل و نعت من يرفض أفكاره بالجهل و الغباء و محاربة العلم و لاهوتية الفكر ... الخ من الأوصاف الهجومية التي لا اساسا لها من صحة و ذلك لأن أفكاره اساسا التي يبني عليها معتقدة في تكوين الخلق كلها افكار طفولية بل قد يستحي بعض الأطفال من القول بها ، لكن الانسان ( الغير طبيعي ) بل و الطبيعي يظل أكثر شيئ جدل

الميزان

 

إن حركة الحياة الدنيا لها ميزان ثابت و ضعه الله قبل ما يخلق الكون ، فكل شيء في الحياة بميزان ، حركة الشمس و القمر بميزان شديد الدقة ، حركة الرياح ، إنبات الارض بميزان ، حتي حركة الإنسان داخل الكون هي بميزان ايضا ، بما في ذلك حياته و موته ، تنفسه و اكله و شربه حتي العلاقات بين البشر كلها بميزان وضعه الله

 (( وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ . أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ . وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ))
  و هكذا حتي تصل إلي خلق الرجل و المرأة أيضا بميزان ، فطبيعة الرجل الجسمانية و النفسية و العقلية و قدراته تختلف جزئيا عن تلك الأمور في المرأة فالاختلافات بينهم إنما هي بميزان و هذا الميزان من أجل استمرار حياة الإنسان كما وضع الله شكلها ، و خلال الميزان في أي وقت و في اي جزئية منه يؤدي إلى اختلال حركة الكون و ليس الأمر فقط فاختلال ميزان دوران الشمس و القمر حول الأرض يؤدي إلي اختلال كوني رهيب ، و اختلال ميزان الرياح أو إنبات الارض يؤدي إلي اختلال حركة الكون و ليس الأرض فقط و اختلال ميزان حركة البشر يؤدي إلى اختلال حركة الكون و اختلال الميزان بين الرجل والمرأة أيضا يؤدي الي اختلال ميزان الكون كله ، فالكون كلها يعمل داخل منظومة عمل واحدة ، لكل شيء فيها وظيفته و لكل وظيفة طريقة أداء و لكل أداء شكل و اي اختلال في الوظيفة أو حتي طريقة الأداء يؤدي بالضرورة لاختلال المنظومة ككل ، و هذا الاختلال يحدث تدريجياً منذ زمن بعيد و سوف يستمر في الحدوث ما لم ينتبه الإنسان الي ذلك الخلل و يسعي الي إصلاحه ، حيث أن المسؤولية الان تقع كاملة علي عاتق الإنسان في إصلاح الخلل

 (( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ))

 ، إذ أن في الأزمان السابقة كلما كان يحدث خلل ما في حركة الكون ، يتدخل الله في معالجته أما عن طريق معاقبة الذين قاموا بذلك الخلل و تاريخ البشرية ملئ بالقصص التي تدخل الله فيها لإصلاح ما أفسده البشر عن طريق العقوبة مثل أقوام ، عاد و ثمود و لوط .....الخ ، أو يتدخل الله لإعادة الكون كمان كان  و ليس فقط بعقوبة المخالفين المتسببين في الخلل و تخصيصهم فقط بالعقاب و القضاء عليهم ، و إنما كامل الأرض و هذا ما حدث مع نوح عليه السلام حينما اغرق الله الأرض كاملة بعد فسادها العظيم و لم ينجو الا نوح و من معه فقط ، و هذا لإعادة تنظيم حركة الكون و ما أصابه من اختلال ، و يتدخل الله بإرسال رسول برسالة اصلاح شاملة عامة لكافة البشرية و هذا ما حدث بإرسال النبي الكريم محمد صل الله عليه وسلم ، اخر الأنبياء في رسالة من الله شديدة الوضوح أن الإصلاح القادم في الكون لن يكون برسول و رسالة و إنما بامور أخري مما تم اتخاذها في البشرية السابقة التي أفسدت في الأرض و تسببت في خلل كوني كبير ، و هذا عليه اثر بما سيقع من ملاحم كبري و خسف و مسخ الخ ، اي ان التدخل الإلهي القادم سيكون بقوة شديدة لإعادة اصلاح الكون و لكن لفترة وجيزة بعدها ينتهي عمر هذا الكون بقيام القيامة ، و هذا ما أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم في نهاية الزمان بعد نزول عيسي و بعد القضاء علي الدجال أخطر إفساد سيواجهه الكون و اخيرا القضاء علي يأجوج و مأجوج ثم نزول المطر الذي يغسل الارض كلها و يعيدها مرة أخري كما كانت ثم لنتنتهي الحياة ،  وقد يقول قائل حسنا إذا كان كل هذا سوف يحدث و يتدخل الله في إصلاح الأرض ثم تنتهي الحياة و تنتهي حياة الكون كله ، فلماذا اجهد نفسي و اسعى الي إصلاح الأرض ؟! و الإجابة بسيطة جدا

إذ انك كبشر مخلوق اساسا لعمارة الكون فحياتك و حركتك مأمورة بالاصلاح حتي تحقق الغاية الكبري من وجودك و هي العبادة لله وحده ، و هذا ما دل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم إذا قامت الساعه و في يد أحدكم فسيلة فليغرسها ، علي الرغم انها لن تفيد أحد فقد قامت الساعة لكن هذا معناه أن الاعمار في الكون واجب علي كل انسان حتي وقت قيام  الساعة

يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ

  لانه مخلوق لهذا و من أجل هذا لا لشيء اخر ، كما خلقت الشمس لتضيء الأرض و تمنحها الحرارة ، فهل قالت الشمس يوما ما و انا مالي ؟! لا بالطبع و لكنها تؤدي دورها كما أمرها الله به ، و هكذا الإنسان لابد له من اداء دوره كما أمره الله به لكن

وَكَانَ الإنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا ) 

الأحد، 31 أكتوبر 2021

لبنان - لعب صبيان العربان

 

العالم كله يري أنها حرب عبثية لا طائل منها و لا فايدة ، حرب حرقت الاخضر و اليابس. قتلت الوف و شردت ملايين دمرت دولة بحجم التاريخ لا لاي هدف الا خدمة مشروعات الغرب في تفتيت الدول العربية و علي الباغي تدور الدوائر و الدور قادم علي من قاموا بتلك الحرب لتفتيت دولهم و إنهاء ملكهم الي الابد ،

حسنا ما الجديد الذي قاله جورج قرداحي ؟!! لا جديد ، لم يضف اي جديد لم يقول الا ما يقوله العالم أجمع و لكن !!! مبنتشطرش الا علي الضعيف !! سبق قرداحي في مقولته عن عبثية حرب اليمن دول كبيرة مثل أمريكا و بريطانيا و الاتحاد الأوروبي ككل , فهل تم اتخاذ نفس الموقف ضدهم ؟! كلا و الف كلا و لن يحدث تحت اي ظرف مهما كان ، فتلك الدول اذا هم الاسياد الذين لا يمكن المساس بالعلاقات معهم بمثل هذا الموقف الذي تم اتخاذه مع لبنان ، فتلك الدول لا تحتاج إلي السعوديه و الامارات ولا البحرين ولا كامل العرب ، لا تحتاجهم في شيء و قد يقول جاهل كلا بل تحتاج إلي نفطهم و استثماراتهم !! عزيزي الغبي ، أن النفط و الاستثمارات إنما تذهب الي تلك الدول بالأمر المباشر , عزيزي الغبي ان دولك هي التي تحتاج هذه القوي الكبرى لتأمين عروش حكامهم اذ ان تلك الدول لو رفعت يدها لمدة ساعات عن حماية عروش الحكام , فلن يبقي حاكم في مكانه مرة اخري و لن تبقي اسرته بل و ربما قد تسمع عن قطع نسل هذا الحكام و تلك الاسرة تماما , فلا يأخذك الغباء مأخذا اكبر من هذا و لا تأخذك العصبية القبلية الي ابعد من ذلك .

حسنا فلماذا اتخذت تلك الدول هذا الموقف و لماذا تحديدا في هذا الوقت ؟

لا تبعد الإجابة عن عدة نقاط

 أولها

ان من يدير الحكم في السعودية الان هم حفنة من الأطفال حديثي العهد بالحكم و حديثي العهد بالسياسة , أطفال من كبيرهم لصغيرهم , فقد ولي زمن الملك عبدالله و وزير خارجيته فيصل و بن نايف .. و استبدلهم الزمان بطفل اخرق يضيع ملك ال سعود تماما بل و يكاد يكون في اخر مراحل إضاعة هذا الملك

 اما النقطة الثانية

فرغبة النظام الحكام السعودي الان هي إيجاد دور قوي للسعودية كسابق عهدها في المنطقة العربية في السياسية الخارجية كام كان قبل سابق لكن طالما وجد هذا الطفل علي الكرسي فلن يعود دور السعودية مرة اخري للساحة الإقليمية او الدولية كام كان قبل سابق و يتضح هذا من الرعونة و التهور الذي يقود بهم طفل ال سعود العلاقات الخارجية فهو من شن حرب اليمن و هو من قطع العلاقات مع قطر و هو تسبب في العديد من الازمات الدبلوماسية للسعودية منها ازمة قتل خاشقجي داخل السفارة في تركيا و منها ما يتعلق باعتقال و اختطاف امراء ال سعود أصحاب المصالح مع الغرب ...الخ من الكوارث المستمرة منذ قدم الي الحكم و هاهو الان يفعل نفس الشيء مع لبنان لربما تنجح أفكاره و يحرز انتصارا خارجيا له و هو الامر المضحك صراحا , حيث ان لبنان الان و ربما قبل سابق ليست الدولة التي اذا أحرزت نصرا سياسيا ضدها قد تكون احزرت شيئا يكتبه التاريخ لك فلبنان الان ليست دولة بل عصابات متناحرة فيما بينها لكل عصابة ولاءات لدول ما هي الراعية و الداعمة لها , و اقتصاديا ؟ فلا يوجد هناك في لبنان ما يمكن مقاربته بكلمة اقتصاد , بلد منهار تماما , و عسكريا ؟ مجرد ميليشيات لا اكثر فهي دولة لم يعد بها جيش بل و قبل سابق ليس لها جيش بالمعني الحرفي للكلمة.. الخلاصة انها ميت و انت رايح تتشطر عليه , بالتالي لن تحرز أي نصر ولا أي تفوق ولا أي شيء , لانه ميت أساسا و ان لم تكن تفهم معني ميت , فتلك كارثة اكبر

اما النقطة الثالثة

 فهي محاولة السعودية تضييق الخناق علي حليف ايران ( حزب الله ) كورقة لعب تستخدمها السعودية في مفاوضتها مع الحوثيين لوقف النزيف المستمر للسعودية في اليمن , حيث ان الحوثي أيضا حليف ايران و يعمل تحت مظلتها .

اما بالنسبة لموقف البحرين فهو معروف مسبقا اذ ان النظام في البحرين لا صاحب مصالح ولا قرار ولا أي حاجة في الحوار هو بيعمل ريتويت و بس

اما موقف الامارات في الازمة و دخولها في صف السعودية , فلا يخفي علي احد انه لمصلحة التطبيع الكبير بين الامارات و إسرائيل , اذ ان القوي الأكبر في لبنان صاحبة السلاح و الكلمة الأخيرة هي حزب الله وكيل ايران في لبنان و لست احتاج لثرد تفاصيل اكثر من ذلك لان الامر معروف للكل,

مخلص الكلام

ان السعودية تعبث باتخاذها هذا الموقف الذي لا قيمة لها و لا فائدة و انما محاولة يائسة لاثبات الذات و الوجود في المنقطة مرة اخري بعد انحسار دورها , وهي محاولة فاشلة بكل المقاييس ,

- اما الامارات فقد أظهرت مدي الولاء الشديد لإسرائيل بحجة مساندة الشقيقة الكبرى السعودية في محنتها و لكن الهدف الأكبر كما أقول هو اظهار الوالاء التام لإسرائيل , انا هو أي حاجة يجي فيها اسم أي حد بيضايقك بجري اعض فيه علي طول لكن في النهاية 
كل شيء يصب فقط في مصلحة إسرائيل

السبت، 30 أكتوبر 2021

صراع دائم

 

صراع دائم ,,,,,,,

معركة متواصلة لا تنتهي ، معركة متجددة كل دقيقة يخوضها الإنسان مع نفسه من أجل غاية واحدة وهي الحياة !! الحياة بكل ما تحمله الكلمة من معان ، من أجل التنفس من أجل الشرب من أجل الضحكة من أجل الاكل من أجل الرزق من اجل الحب من أجل الأسرة ، و هي الضروريات و داخل تلك المعركة يخوض الإنسان معارك جانبية كثيرة ، منها ما هو حقه و منها ما هو غير ذلك لكنها يخوضه ، و المعركة الكبري و المعارك الجانبية كلها تندرج تحت كلمة واحدة فقط وهي " الحياة "

معركة و ليست حياة

فالناظر العاقل بتمعن يجد أن الحياة لا تحتاج إلي أن تتحول إلي معركة لان المعارك دائما فيها الكثير من الخسائر حتي ولو انتهت بالتعادل بين طرفيها ,,,  و في حالة الإنسان و معركته مع الحياة ، يمثل هو الطرفين و المكاسب التي تحدث لأحد الطرفين هي له و كذلك الخسائر ايضا له ، فهو القاتل و المقتول و هو المنتصر و المهزوم و الرابح و الخاسر ، إذا و اذا كان هو الطرفين و الخسائر له منفرد و الهزائم أيضا !! فلما الصراع و لماذا المعركة ؟!

لن تستطيع أن تجد إجابة عند أغلبية البشر تخرج عن جملة " عاوز اعيش "

اذا فالمعركة من أجل أن يعيش الانسان ، فكيف يعيش و هو اساسا في داخل معركة !! لا اعرف تحديدا كيف سوف يعيش وهو في معركة مستمرة و تكاد تكون بل هي معركة صفرية ، صفرية لان محصلة الانتصارات و الانهزمات تصب في شخص واحد فقط ، فهو طرفيها و هو ضحاياها و هو أبطالها و هو اسراها فالضحية و البطل واحد و المنتصر و المنهزم واحد بالتالي تثبت صفرية المعركة ،حسنا فكيف سوف يعيش !؟!

و اذا كانت الحياة اساسا قصيرة فكيف يعيشها الإنسان في معركة مستمرة ؟

لا اعرف

حقا لا اعرف

فالوقت الذي نعيشه هو من يجبرنا علي خوض غمار تلك المعركة

لكن المنطق الذي خلق الانسان به و مآله الاخير يقول غير ذلك

يقول إن الحياة ما هي إلا ساعة أو ربما أقل بقليل ، يقول إنك مهما خضت في حياتك من معارك من أجل الدنيا فقط و من أجل أن تعيش فقط ، فإنك في النهاية خاسر في كل الأحوال و بكل المقاييس و المعايير

انت لم تُخلق للدنيا و ليست هي الغاية النهائية و إنما هي وسيلة الي الغاية النهائية ، و هي مرحلة أولية ثم بعدها ينتقل الإنسان الي المرحلة الأخيرة من حياته و هي حياة الآخرة الأبدية ، و ترتبط الحياة الأخيرة أو الآخرة ارتباطا وثيقا لا تكاد تنفك عنه بالحياة الدنيا أو الأولي ، فكما تكون صراعاتك في الحياة الأولي تأتي نتائجها النهائية في الآخرة

فإن كان صراعك في الأولي من أجلها فقط من أجل أن تعيش فقط تعيش ولا تبالي بما وراءك

فانت خاسر في الأخيرة فإن كنت تخوض المعركة في الدنيا للمعركة ذاتها ( علشان تعيش و بس ) فتأكد انك سوف تعيش فعلا و لكن وفق قدراتك و قوتك و صلابتك و اداوتك في المعركة الدنيا ثم بعد كل الانتصارات أو حتي الانكسارات تنتهي المعركة لا محالة ثم تجد نفسك ليس أمام حياة جديدة قد عملت لها بنفسك و إنما تجد نفسك أمام حياة جديدة انت مجبر و مضطر أن تعيشها بكل تفاصيلها و بكل أحداثها التي لم تكن تحسب لها من قبل أو تُعد لها ، و يكون حالك حال من نام الليل الطويل و قد ابلغوه أن في الصبح سيحدث زلزال يدمر بيته و سريره الذي ينام عليه ، لكنه لما يبالي بما يقولون و اكمل نومه فاستيقظ من صباحه لجيد نفسه فوق سريره و لكن خر عليه سقف بيته و انهار البيت كله و قبع تحت أنقاض لا احد يراه ولا احد يسمع صوته و مهما صرخ لم يجيبه قد ، فقد فر الذين نبهوه عن الزلزال الي إمكان آخره بعيده و تركوه خلفهم ، أما لو كان سمع كلام من نبهوه و فر من هذا البيت الي غيره ، ما كان ليقبع تحت أنقاض لا يسمعه احد و لا يجيبه أحد ، بل لربما وجد بيتا اجمل و مكان أوسع مما استغرق فيه في نومه ، و هذا حال من استمع الي التحذير و أخذه علي محمل الجد و فر بما يملكه من زاد الي مكانا جديد بعيدا عن الأنقاض ، و هكذا كل حال من دخل معركة الدنيا من أجل الآخرة و ترك البيوت الآيلة للسقوط الي بيوت صلبة قوية فسيحة ، فاحرص علي القتال في معركة الدنيا من أجل ما بعدها لا من أجلها هي ، فمهما كانت مدة بقائك فيها و مهما كانت انتصاراتك فيها من أجلها ، فهي في النهاية معركة صفرية خاسرة     

بن نايف الطعم الثمين

 محمد بن نايف كان الطعم  الثمين الذي  اصطاد به الامريكان ال سعود  ،

بن نايف هو أهم رجل لأمريكا في السعودية 

يمثل النظام السعودي فعلا 

أو ممثل الدولة العميقة داخل السعودية أو النظام المؤسس ،

كون يتم التضحية به من ولاية العهد اولا و قبول امريكا بده 

ثم التضحية به بسجنه 

كان الهدف من وراه 

١- اظهار رغبة امريكا في أن بن سلمان يبقي الملك ( طبعا رغبة غير حقيقية )

٢- تضخيم محمد بن سلمان داخل الأسرة بشكل كبير بناءا علي الرضا الأمريكي بأفعاله من مجرزة الريتز كارلتون ... الخ و التضحية بكبار ال سعود عل ي الرغم من ان فلوسهم بتمثل استثمارات ضخمة مع أمريكا بس بردو الهدف كان اكبر من مجرد استثمارات و  ابعد من كدة ، ابعد من مجرد تولية بن سلمان الحكم 

٣- التضحية ب بن نايف كان هدفها الأساسي ضرب النظام المؤسس أو الدولة العميقة السعودية اللي تقدر في أي وقت تعيد اتزان الدولة تاني في حال حدوث أي خطأ لها ، يعني لو كان موجود بن نايف وحصلت حرب اليمن أو مقتل خاشقجي ، كان هيقدر يعيد الأمور لنصابها مرة أخري ، لذلك كان الهدف هو إنهاء النواة الصلبة للدولة العميقة و النظام المؤسس السعودي 

بضرب اقوي شخصية فيه و تسليمها لمجنون مختل عقليا 

ده اثار الأحقاد داخل الأسرة و انقسمت علي نفسها و بكدة يكون الهدف الامريكي الاصلي من تولية بن سلمان و إطلاق أيده

 ١ حرب اليمن 

 ٢- الانفتاح المرعب اللي حصل ( هدف ثانوي بالنسبة لغيره ) 

٣ وهو الصيد السمين ، ضرب ال سعود بعضهم في بعض و بداية النهاية لانهيار نظام آل سعود لصالح تقسيمة قبلية جديدة داخل المملكة تمهيد للخطوة التالية و هي التقسيم و العودة إلي ما قبل ال سعود و بكدة نبقي في الطريق ل برنارد لويس و افكاره 

بالضبط زي ما بيحصل في مصر لما دقوا المسمار الأخير في حكم الجيش بتولية السيسي للحكم

ما بعد سايكس بيكو الاولي

أنظمة سايكس بيكو الأولي في الطريق الي الزوال ،،، تمهيدا لأنظمة جديدة ليست ك سابقتها ،،
 يبدوا أننا قاب قوسين أو أدنى من قرب زوال أنظمة سايكس بيكو الأولي فالمتابع للوضع في الشرق الأوسط تحديدا داخل أروقة الأنظمة التي زرعتها سايكس بيكو يجد أن تلك الأنظمة الوظيفية القديمة بدأت تفقد سيطرتها علي مجريات الأحداث داخل بلادها فضلا عن فقدانها التام لدورها الدولي أو حتي الإقليمي ، قد تستغرب عندما تقرأ تلك الكلمات أن الأنظمة الوظيفية التي زرعتها سايكس بيكو الأولي قد بدأت تفقد سيطرتها داخل البلاد التي تسيطر عليها و قد تزيد دهشتك ايضا و انت تري تلك الأنظمة تحكم بقبضة من حديد تلك الدول و هذه الشعوب ، لكن إذا أعطيت لنفسك مساحة صغيرة من التركيز ستجد أن تلك الأنظمة فعليا تنهار داخليا ، و قريبا ستخرج الأمور عن سيطرتها تماما داخل تلك الدول ليكتمل انفراط عقد سايكس بيكو الأولي ، حتي تقوم سايكس بيكو الثانية و التي هي الان تتشكل داخل ما يسمي بالفوضي الخلاقة و التي بدأ سريان مفعولها بداية من حرب العراق و الكويت , حيث تعتبر هذه الحرب اول خطوة عملية فعلية في الفوضى الخلاقة و كل ما سبقها من خطوات كانت تمهيدية , فالحرب الاهلية في لبنان عام 75 و حرب العراق و ايران ( الخليج الاولي ) في عام 80 كانت الخطوات التمهيدية للإعلان الرسمي و الذي وقع بالفعل في حرب العراق و الكويت , ليبدأ تنفيذ مشروع الفوضى الخلاقة و الذي ستنتج عنه سايكس بيكو الثانية او مشروع برنارد لويس و الذي يهدف في النهاية الي إقامة كيانات جديدة ( ليست دول ) تخرج من رحم الدول القومية التي خرجت من رحم الدولة العثمانية , فالكتلة الكبيرة كانت الدولة العثمانية ثم قامت الحرب العالمية الاولي و التي انهت هذه الكتلة الكبيرة ليتدخل سايكس و بيكو في تقسيم تلك الكتلة الي كيانات قومية جديدة ( كلها أنظمتها وظيفية ) و هي تنقسم الي ثلاث مجموعات 1 -أنظمة ملكية ( السعودية , الأردن , المغرب) 2- أنظمة جهورية عسكرية ( مصر , العراق , سوريا , ليبيا , السودان , الجزائر, اليمن ) 3- أنظمة اسرية عائلية ( الكويت , البحرين , قطر , الامارات , عمان ) و كلها دول قومية تحمل القومية العربية بداخلها او هكذا يبدو , و وضع النظام العالمي( بريطانيا و فرنسا وقت التقسيمة الاولي ) علي راس تلك الدولة أنظمة وظيفية ( وكلاء مستعمر سابق ) أنظمة هدفها الرئيسي هو تأمين احتياجات المحتل السابق ( السياسية , العسكرية و الاقتصادية ) أنظمة لا تهتم بشعوب و لا حتي القومية التي قامت عليها في دعواها الاولي للانفصال عن الدولة العثمانية , بل كل هدفها هو اعلان الولاء التام لموكلها الذي وضعها علي رأس تلك الدول , تحقيق رغباته في الاستيلاء علي خيرات تلك الدول من مواد خام و طاقة و اثار و ثقافة و حتي تاريخ تلك الشعوب و هدف اخر هو إقامة دولة الكيان و تثبت وجودها بقوة السلاح علي رؤوس كافة شعوب المنطقة و هذا ما حدق فعلا و لا نحتاج الي ثرد لتاريخ الكل يحفظه عن قلب ظهر , بداية من التفاوض مع السلطان عبد الحميد بشراء ارض فلسطين مرورا ب وعد بلفور وصولا الي اعلان دولة الكيان و الترحيب الدولي الذي تسابقت عليه دول الغرب لتأييد قيامها ثم تلي ذلك قرار الأمم المتحدة باعتماد تقسيم فلسطين ... , نعود و نقول , انها أنظمة اكبر من خادم او عبد لسيدها الذي وضعها , و استمر الوضع هكذا حتي تبدل السيد بسيد اخر و الذي جاء من اقصي الغرب ليغير مطلباته من تلك الأنظمة فلم يكتفي بما كان يأخذه الذي كان قبله من طاقة و مواد خام ولا تثبيت دولة الكيان بل بعدما استنفذ طاقات تلك الدول و سيطر عليها اقتصاديا و انهكها تماما , بدأ في مشروع تقسيمها الي كيانات صغيرة ( عرقية و طائفية و اثنية ) تارة بالقوة كحالة العراق و تارة باثارة النزعات الطائفية ك لبنان و سوريا و اليمن و اشعال نار الحرب الاهلية و تزويد الأطراف بالسلاح مرة عن طريقه بشكل مباشر و مرة عن طريق انظمته الوظيفية , و تارة بالنزعة العرقية القبلية كليبيا و السودان و تارة بإعادة نظام عسكري شمولي كاد ان يموت و أعاد هو احيائه من جديد ليقوم بدور القوة الضاغطة الداخلية في انهاك ما بقي من تلك الدولة و هذا الشعب ( كحالة مصر ) و تارة بالتدجين الكامل و الهرولة الي اقدام الكيان ( الامارات , البحرين , المغرب , الاردن) و كل ذلك ليس فقط لتثبيت دولة الكيان هذه المرة و انما لجعلها القوة الإقليمية المنفردة الموجودة بالمنطقة امام كيانات عرقية و طائفية و اثنية متحاربة متقاتلة فيما بينها علي نقط ماء او شبر ارض الخ من الأمور التافهة , و لا يبقي الا قوة واحدة فقط هي من تتحكم في كل تلك الكيانات و تخضعها لسلطانها من اجل تحقيق حلم التوراة و التملود الملك المخلص من نسل داوود , الهيكل الثالث , حلم المسيحية البروتستانتية , ارض الموعود , عودة المسيح , الالفية السعيدة , ... كان هذا عرض سريع لما حدث و يحدث و سوف يحدث في قريب المستقبل و للتوضيح احيلك الي الأمثلة التالية , إذا نظرت إلي شرق المنطقة العربية فإنك تجد انه لا يوجد الآن نظام في العراق مثل النظام الذي قام بعد سايكس بيكو ، بل يكاد الأمر أن يصل أنه لا توجد دولة بالأساس مثل التي أنشأها مهندس تقسيم الحدود العربية بيرسي كوكس ، ثم إذا تحركت الي الجنوب قليلا وجدت اليمن و ما وصل الحال بها و الذي ليس افضل من العراق في شيء بل اسوء و اسوء ، ثم تنتقل الي الشمال حيث فلسطين و سوريا و لبنان ( الشام القديم ) فلا تجد سوي مجرد اسم و اذا انتقلت الي الجنوب الغربي حيث السودان ؟!! فلا سودان ولا نظام ثم تصعد في اتجاه المتوسط حيث ليبيا !! فلا ليبيا ثم قليلا الي الغرب حيث تونس !! و انت الان تشاهد ما وصلت له تونس من حيث انهيار النظام القديم ابن سايكس بيكو الأولي مع محاولة إعادة إنتاجه بعد حوالي عقد من سقوطه لكن للاسف لن يتم إعادة تعويمه و ستدخل تونس في حالة الفشل الفوضوي الذي سينهي تماما اي اثر لنظام سايكس بيكو الأولي ، و ليست الجزائر ولا المغرب ببعيد فبايدهم سيصلون الي نفس المصير ، أما الخليج فقصته قصة أخري إذا أن انظمته التي زرعها سايكس بيكو ( أنظمة الأسر الحاكمة ) كانت تقوم فقط علي النفط و كان مصدر قوتها الوحيد في حكم دولها و الان و قد أوشك عهد النفط في الانتهاء بدأت تظهر مشاكل تلك الأنظمة و أغلبها مشاكل اقتصادية بناءا علي بداية انهيار عصر النفط لذا تجد منها من يحاول إحداث تغيرات داخلية في الحكم كما فعلت قطر و استحدثت مجلس الشوري و الذي يعتبر مرحلة جديدة لم تكن من قبل داخل النظام الحاكم فيها أن يكون هناك مشاركة سياسية من خارج الأسرة الحاكمة ، و هذه الامارات و البحرين و هرولة مرعبة ناحية التطبيع مع إسرائيل من أجل ضمان الحماية بعدما أحسوا بقرب رفع الحماية الأمريكية عنهم و هذه السعودية و لن أتحدث كثيرا عنها و عما يجري فيها من صراعات داخل الأسرة الحاكمة منذ تولي الأمير الصغير ولاية العهد و ما قام به من تفتيت كتلة الأسرة و زرع الشقاق بين اروقتها و الانفتاح المجتمعي الداخلي الذي يثير حنق الكثير و الكثير داخل المملكة لكن كلها نار تحت الرماد لم تخرج حتي الآن ، ثم الوضع الاقتصادي السعودي الذي تزاد مديونيات الدولة يوم بعد يوم و يزيد العبء علي كاهل الشعب لترتفع حالات الفقر بنسب لم تكن موجودة سابقا في تاريخ تلك الدولة ، أما مصر و النظام فيها و إن كان يبدوا لك أنه مسيطر علي الأوضاع الداخلية بقوة فانتظر قليلا جدا لتشاهد بنفسك عسكر ٥٢ و هم يأكلون بعضهم البعض و ليس عزل مبارك منك ببعيد للتأكد أن النظام الوظيفي المصري من بعد سايكس بيكو بدأ في آخر مراحل إزاحته ، و انتظر قليلا و سوف تشاهد ذلك بعينك لاني لا اريد الاسهاب في تفاصيل انت تعلمها جيدا لكن اليأس الذي سببه لك النظام من التغيير هو ما يدفعك لطرد افكار انهيار نظام ٥٢ من راسك ، حسنا كان هذا فيما يخص الوضع الداخلي و سيطرة أنظمة سايكس بيكو الأولي علي دولها ، أما فيما يخص القيمة الدولية لتلك الأنظمة و مدي تأثيرها في السياسة الخارجية دولية أو كانت إقليمية فالحقيقة لم يكن لها دور سابق كبير في تلك الأمور بل كانت مجرد تابع لكن ذو شخصية تبدوا أنها صاحبة قرار ، فكانت تتخذ بعض المواقف السياسية المؤثرة الي حد ما منها و أقواها بل و آخرها الموقف من حرب اكتوبر ٧٣ و الذي يعد الأول و الأخير علي المستوي الدولي و الإقليمي الذي اتخذه تلك الأنظمة ، ثم من بعده لا أعرف أن هناك موقف دولي أو إقليمي ذو شان أو تأثير. قد اتخذته تلك الأنظمة في أي قضية علي المستوي السياسي الدولي إقليمي أو عالمي ، بل وصل الأمر إلي تباعية مطلقة ليست حتي كتبعية الكلب لصديقه و إنما أصبحت اسوء من ذلك حتي وصلت إلي تباعية النعاج الي راعيها ولا نحتاج للاسهاب أيضا في هذا ، يكفيك ان تبحث عن موقف واحد رفضت فيه أي دولة من تلك الدول اي قرار أو حتي رفعت عينيها في وجه أسيادها ، عموما ، كان هذا مجرد عرض سريع جدا بدون تفاصيل لفكرة انهيار أنظمة سايكس بيكو الأولي لصالح أنظمة جديدة ، عفوا لكن يكون هناك أنظمة كالمتعارف عليها في السابق و انما انهيار لصالح مجموعات كل مجموعة تحكم قطعة أرض صغيرة في تقسيمة عرقية و اثنية و طائفية ، إلي أن يأتي هذا اليوم ، دعنا نشاهد و نلاحظ انهيار تلك الأنظمة تباعا و بالتدريج و ذلك عن طريق متابعة أحوالها بشكل جيد و دقيق و دعنا ننتظر الفوضى الخلاقة الي اين ستصل

الخميس، 7 يناير 2021

الدولة ‏الاوباموية ‏التانية ‏

الدولة الاوباموية التانية


هيفضل التاريخ كتير يفتكر حادثة 6-1-2021 اقتحام الكونجرس، و الشو و اللقطة اللي حصلوا و هتفضل لبانة في بوء الناس كتير ، لكن سيبك من اللي حصل و أن الديمقراطية الأمريكية اخدت طعنة في مقتل ، و الحوارات الفاكسة دي ، ركز في المكسب اللي حصل من ورا اللقطة المعمولة بالاتفاق ، اه بالاتفاق ، كل المؤشرات بتقول انها بالاتفاق و مش عشوائية ولا اي هري فارغ ، الدلائل اللي بتقول كدة ، أن الكل عارف قبلها بفترة طويلة أن هيحصل مظاهرات مؤيدة لترامب و ترامب إكد اكتر من مرة أنه هيعملها ، فالطبيعي في الظروف دي و المعلومات المسبقة أن يتعمل حساب لليوم ده كويس قوي ، لان طبعا اقوي أجهزة الاستخبارات في العالم داخلية كانت أو خارجية هي في امريكا و في عشرات الجهات الأمنية اللي تقدر تتنبأ باي حدث كبير فضلا أنها تتنبأ بحدث اهبل زي ده ، طبعا محدش عمل حساب بالقصد و سابوا اللقطة تكمل ، حراسة ضعيفة علي الكونجرس ، شرطة اتعاملت بمنتهي التآمر مع المتظاهرين و فتحوا لهم الحواجز الحديد بل و فتحوا ابواب الكونجرس ذاته و اللي وضح اساسا الكلام ده ، لقطات الفيديو اللي بتقول أن لا حصل كسر لباب و لا عنف علي باب و كلها لقطات عبيطة، و بعدين السماح لهم بدخول غرف الكونجرس و منها غرفة رئيسته بيلوسي الكيادة لا و قالك وثائق مهمة انسرقت ، و يا اعلام احنا هننشر صور العيال الوحشة اللي عملت كدة و اللي عنده معلومة يساعدنا يا جدعان ، عبط احنا يا عصام علشان نصدق الفيلم ده ، الحاجة التانية أن ترامب لم المتظاهرين في تويتة واحدة و رجعهم بيوتهم بردو في تويتة واحدة مع أن ايه يا مؤمن أنصاره اساسا من البيض العنصريين المدججين بالسلاح و اللي اساسا في مظاهرات BLM. قتلوا بنفسهم ناس ، و محدش راح برصاصة واحدة في جيبه للكونجرس ، اللي هو يعني ازاي مش فاهم !! مع أنه مصرح لهم بحمل السلاح و دي مظاهرات عشوائية فوضاوية يعني مفيش بوابات و تفتيش ، لكن محصلش أنهم راحوا بسلاح، حاجة كمان ترامب قرر يوقف لحد هنا و بس مع أنه لو كان ناوي بجد يقلبها علي دماغ الكل كان يقدر فعلا يعملها و يدخل امريكيا حرب أهلية لكن العجيب أنها وقفت لحد كدة !! كل دي أدلة تقول إن الموضوع مش اكتر من لقطة لهدف معين ، نجي للهدف المعين و نقول إن المكاسب اللي حصلت من ورا اللقطة لأمريكا هي ، 
اولا و اخيرا و عاشرا و مليون 
أن القرار الأمريكي أصبح واحد بعد سيطرة الديمقراطيين علي السلطات التنفيذية و التشريعية و دي سابقة محصلتش كتير في تاريخ امريكا ، تاني حاجة عودة الجمهوريين الي حضن الديمقراطية الأمريكية تاني و غسل العار اللي لحق بهم علي ايد ترامب خلال مدة رئاسته ،
و توحيد القرار الأمريكي ده معناه بكل بساطة و سهولة و يسر 
أن اللي جي عالميا شيء مختلف تماما عن السابق، قرار امريكي واحد، مفيش معارضة نهائي ، يعني لو قرروا يدبحوا دولة ما مش هتلاقي اي معارضة نهائيا مش هتبقي زي ايام ترامب هو عاوز حاجة و بيحمي حد و باقي القرار الأمريكي عاوز عكسه ،لا خلاص كان في و خلص ، و اللي جي مختلف تماما عما حد يتخيل ، عقوبات علي دولة كذا ، اوكي شغال ، نظام كذا يسقط ، يا سلام انت تؤمر يا باشا، حرب مع كذا ، عيني let's make America great again اي حاجة تتخليها حضرتك احنا فيها و اللي ميرضيش ربنا احنا معه و بندعمه ، و بكدة تتقفل صفحة في تاريخ امريكا ( مبدئيا ) و تتفتح صفحة استعادة الامبراطوريه الأمريكية القوة العظمي الوحيدة ،
ايه علاقة ده بالعنوان الدولة الاوباموية التانية ؟ لا متشغلش بالك به بعدين هتعرف أن اللي ورا كل ده هو أوباما و أن اللي هيدير امريكا من خلف الكواليس هو أوباما بردو ، اللي يعتبر العبقري الوحيد اللي جيه في تاريخ امريكا و قدر ينفذ بكل حرفية و مهنية تفتيت العالم من حوله بدون ما يبان له أثر في ده ، 
ننتظر و نشوف